الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرليس بالمنع يصحُّ المجتمع

ليس بالمنع يصحُّ المجتمع

هاشتاغ _ جود سعيد

حلّوا عن آذاننا، فنحن لا نتكلم ولا نكتب.. لم يبقَ لنا سوى السمع.

من قرأ منكم نقائض جرير والفرزدق، وهي تباع في المكتبات؟ من تصفّح ألف ليلة وليلة والشتائم والعبارات البذيئة فيها؛ حتى أن هناك ما يسمى بنسخة مشذّبة؟

من في مكتبته كتاب الروض العاطر؟.. ثم ألم تتأبط ديوان نزار “طفولة نهد” وأنت في سن المراهقة؟

ما هي الذائقة العامة؟ هذه الكذبة السمجة التي تبيح استنسابية المنع.

ماذا لو أتى زياد رحباني وأصرّ أن يؤدي على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون أغنيته التي تحوي الجملة التالية: “يمكن رح ينقطع النيدو بهاليومين.. أمّك في عندا بزين”؟

ماذا ستفعل شرطة الذائقة العامة حينها؟

هل نصحت هذا الشرطة وزيرة الثقافة بعدم استقبال صاحب أغنية ويتا بويتا بويتا بويق وأغنية الشارجور؟ لأنه “بحسبكم وليس بحسبنا” قليل ذوق عام؟

مثلاً يعني.. باب الحارة وما في حكمه الذي يمثل أكبر إهانة لمجتمع برمته، ويشوه الذائقة العامة والخاصة هل تستطيعون إيقافه؟

الأنكى؛ هل تستطيعون إيقاف الأعمال التي تضرب الإسفين تلو الآخر بمفهوم الانتماء والإيمان بالوجود على هذه البقعة الجغرافية؟!

أنا لست من أنصار هذا الضجيج السمعي الذي تم منعه، وأراه انحداراً كارثياً، ولكن ليس المنع هو الحل.

الحل هو العمل على تطوير ورفع السوية الفنية بحيث لا يبقى لهؤلاء سوى مساحات ضيقة تصغر وتصغر، فكلما ارتقى الفن أكثر سيصبحون قلّة شبه منسية.

سأفسر لكم ما معنى هذا المنع؛ الحفل خاص ومدفوع، يعني هو لا يُعرض على المجتمع غصباً عنه، هو سلعة ترفيهية إن وجدت زبونها استمرت.

“هذا الزبون قاصر ويجب إعادة تربيته”، هذا هو مغزى المنع، “هذا الزبون وضيع وحقير وسنربيه فنياً”!!!

إذاً؛ أعطِ هذا الزبون ترفيهاً حقيقياً وستراه ينسحب باتجاهك، امنعه، سيتمسك بما منعت.

ثقافة المنع ولّت والاختباء خلف الإصبع مضحك، هذه الأغاني (إن صحت تسميتها كذلك) موجودة على الإنترنت ومن يريد التمايل عليها لن تستطيع منعه لا اليوم ولا غداً.

أكرر بغير طريقة؛ الحل ليس بالمنع بل بالسيطرة على ما ننتج، جملة ستمر عبثاً كالعادة. الولايات المتحدة الأمريكية استهلكت أكبر كميات من الكحول في فترة منعه، قوانين ومحددات هووليود في الخمسينات لم تصمد.

ثم فكّر الغرب قليلاً؛ لماذا أمنع؟ فلأوجّه العامة ولتبقَ الأقلية تتبع ما قد لايعجبني!

الوصاية على الناس وعلى ما يشاهدون ويسمعون بهذا الشكل لن تأخذنا إلا إلى مزيد من الفراق وانعدام الثقة بين الناس و أجهزة الدولة.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة