Site icon هاشتاغ

الموائد السورية خالية من البيض والفروج.. والتبريرات الرسمية: أسعار الجاهزة منها مرتفعة

الموائد السورية

الموائد السورية خالية من البيض والفروج.. والتبريرات الرسمية: أسعار الجاهزة منها مرتفعة

هاشتاغ – نور قاسم

يشهد السوق السوري ارتفاعاً كبيراً في الأسعار بالمواد الغذائية وغيرها، ولاسيما البيض الذي يُعد مكوناً أساسياً للأُسرة السورية ولكن بعد الارتفاعات الأخيرة ووصول سعر طبق البيض إلى ما بين 44 إلى 48 ألف ليرة، ناهيك عن الارتفاع الكبير بسعر لحم الدجاج بحيث وصل كيلو الشرحات إلى سعر 54 ألف ليرة، أدى إلى خروج البيض والفروج من قائمة طعام أغلب السوريين بحسب الاستطلاعات مع عدد منهم.

تبريرات..

مشرف قطاع الدواجن في اتحاد غرف الزراعة بسوريا محمد جنن برر في تصريح ل”هاشتاغ” أن سبب ارتفاع سعر البيض يعود إلى تكاليف الإنتاج العالية سواء أكانت الأعلاف من ذرة وفول الصويا التي تشكل 90 بالمئة من مستلزمات الدجاج والاضطرار لاستيرادها، أو الحاجة إلى المشتقات النفطية كَون الدجاج يلزمه التعرض لدرجات حرارة معينة صيف شتاء حسب تعبيره.

وبيّن “جنن” أن الأسعار التي يبيعها مربو الدجاج لطبق البيض مختلفة من محافظة إلى أخرى، في بعض المحافظات تباع 40 ألف ليرة، وأخرى 4080 ألف ليرة، ومحافظات أخرى يباع ب41 ألف ليرة، مشيراً إلى أنهم يبيعون للأسواق بسعر الكلفة وأن المُربي هو الخاسر الأكبر وخاصةً هذا العام، بحيث وصلت خسائر مربي الدواجن مجتمعين إلى المليارات.

وأشار “جنن” إلى أن الطاقة الإنتاجية 35 بالمئة من مربي الدواجن وانسحاب باقي المربين عن الإنتاج.

مطالبة بتنظيم المهنة..

وطالَب “جنن” بتنظيم هذه المهنة بشكل أكبر وأن تكون من أولى اهتمامات رئاسة مجلس الوزراء، إضافةً إلى وجوب فرض السلطة على مربي الدواجن من وزارة الزراعة فقط وليس من قِبل عدة جهات وخاصة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

كما طالب بأن تقوم المؤسسة السورية للتجارة بدورها الحقيقي من خلال شراء البيض من المربين ودعمه من حسابها للناس.
الغش لدى المربين..

ولكن في المقابل من المعلوم الغش في إطعام الدجاج وأنه في الحقيقة جزء كبير مما يتم وضعه للدجاج كطعام هو الخبز اليابس ومواد أخرى رخيصة الثمن، وهذا ما يبدو جلياً من خلال المتاجرة بالخبز اليابس في الخفاء وبيعها للمربين كأعلاف.

وهذا ما قاله رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي في تصريح سابق ل”هاشتاغ” “إنه لا مبرر من ارتفاع سعر البيضة الواحدة إلى 1500 ليرة، وخاصةً أن العلف الذي يستخدم لتغذية الدجاج مغشوش ويؤثر على انخفاض كمية البروتينات في البيض، على الرغم من أن التبريرات لرفع سعره هو العلف اللازم للدجاج ولكن في الحقيقة بأن العلف مغشوشاً أيضاً”.

ولدى طرح السؤال إلى مشرف قطاع الدواجن “محمد جنن” حول حقيقة الغش الذي يمارسه مربو الدواجن بالاستعاضة عن الأعلاف اللازمة للدجاج بالخبز اليابس؟! غير أنه رفض هذا الاتهام الموجه إلى المربين جملةً وتفصيلاً، زاعماً أنه من مصلحة المربي إعطاء أفضل أنواع العلف للدجاج لكي يضمن إنتاجية عالية للبيض، ففارق بين إنتاج ألف بيضة أو عشرة آلاف بيضة، وأنه في حال لجوء بعض المربين إلى مواد علفية أخرى غير الأساسية من الذرة وفول الصويا فلا يمكن الحكم بالإجماع على المربين بأنهم يغشون.

وأشار “جنن” إلى أن الحاجة في سوريا إلى مليون ومئة ألف طن من الذرة كأعلاف في حين أن الإنتاج المحلي هو النصف، لافتاً إلى أنه لولا الإنتاج المحلي للذرة لكانت أسعار البيض والدواجن أكثر من الآن !.

إنتاج وفير وفشل في آن..

وفي تصريح سابق للمدير العام للمؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط ل”هاشتاغ” بيّن أنه على الرغم من النجاح المحقق بازدياد كمية إنتاج الذرة مقارنةً مع المواسم الفائتة وحتى مع ما قبل الأزمة إلا أن الفشل في عدم توفر المجففات في الموسم الفائت لحصاد الذرة.

وأما فيما يخص فول الصويا الذي يعد أيضاً جزء من خلطة الأعلاف للدواجن ويتم استيراده بيّن شباط أن البيئة في سوريا تساعد على زراعته أيضاً، ولكن يوجد عاملان يقفان عائقاً أمام إنتاجه وهما عدم انتشار ثقافة زراعته مقارنة مع محصول الذرة الذي أصبح لدى الفلاحين خبرةً فيه ومعرفة بكيفية تزويد إنتاجه وأما فول الصويا فمن غير المعلوم لديهم بالطرق المثلى لزراعته وإنتاجه بشكل كبير.

وأما العائق الآخر أمام الفلاحين فهو توفير المستلزمات الزراعية لهذا المحصول سواء أكان السماد أو غيره، في حين أن وزارة الزراعة تسعى جاهدة لتأمين هذه المستلزمات لمادة القمح قبل أي شيء ويليها في المرتبة الثانية باقي المحاصيل، مبيناً أن لفول الصويا ميزة إمكانية تجفيفه بصورة أسرع من الذرة كون نسبة رطوبته غير مرتفعة مثل الذرة وأيضاً يوجد معامل مخصصة لتجفيف الصويا.

يذكر أن الذرة مادة رطبة جداً نظراً لحصادها في فصل الشتاء ما بين 15 تشرين الأول إلى 15 كانون الثاني أي ضمن أجواء ماطرة ورطوبة عالية، وتصل رطوبته في فصل الشتاء إلى 35٪ و 40٪، ولا يمكن تخزينه دون تجفيف ولا يتحمل أكثر من 24 ساعة ويجب استهلاكه مباشراً من قِبل الدواجن أو المعامل أو تجفيفه في المجففات، وأما في حال التبكير في حصاده أي في أيلول وبداية تشرين الأول فحينها نسبة الرطوبة تتراوح ما بين 17٪ إلى 20٪ أي تصبح إمكانية تجفيفه أسرع وإن كان بطرق بدائية.

الحل بالمجففات..

ورأى “شباط” أن الحل للاستفادة من محصول الذرة طيلة العام هو باستثمار المجففات في القطاعين العام والخاص، ولاسيما أنه مربح جداً لمن يرغب بالاستثمار فيه.

وأوضح “شباط” أن المجففات المتوفرة في وزارة الزراعة غير كافية ولا يمكنها استيعاب كافة المحاصيل من المزارعين.. ولذلك تم استلام المجفف فقط وإن كان بطرق بدائية سواء بنشره على الطرقات أو التي حصدها المزارعون في وقت باكر ونسبة الرطوبة فيها ضئيلة.. وحدد شراء المجفف حينها بألفي ليرة مع الدعم من الحكومة وتم شراء 6500 طن فقط من قبل الوزارة في الموسم الفائت.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version