هاشتاغ سوريا _ جودي دوبا
تنتظر سهى ساعات طويلة بعد خروجها من جامعتها، لتحصل على مقعد في “سرفيس” خط مزة جبل – كراجات، كخطوة أولى في رحلة العودة إلى منزلها في ضاحية حرستا. أما الساعة الأخيرة من المحاضرة فتخصصها للتفكير كم من الوقت ستستغرق رحلتها اليوم، وكم سيتبقى من ساعات يومها المهدور في الانتظار على الطرقات؟
وتكشف سهى في حديث مع “هاشتاغ” أنها وبعد فوزها في الحصول على ذلك المقعد، تعود لتعاني في الحصول على مقعدها الثاني في خط ضاحية حرستا، إذ أصبحت رؤية “سرفيس” الضاحية بمثابة إنجاز، بعد أن غيّر فرع مرور دمشق مكان وقوفها لتصبح في كراجات حمص، ضمن كراجات العباسيين، ما يضطرها للمشي مسافة طويلة، وهو ما دفع أيضاً معظم سائقي الخط إلى إلغاء رحلاتهم أو اختصارها، دون وجود حسيب أو رقيب.
وتضيف الشابة “ريتا” على كلام “سهى”، وهي من سكان ضاحية حرستا أيضاً، أن المشكلة تفاقمت بعد تغيير مكان وقوف السرافيس، حيث أن “مزة جبل -كراجات”، أيضاً تم تغيير خطه من قرابة السنة، بحيث أصبح لا يدخل إلى كراجات العباسيين، بل من عند نهاية اتستراد العدوي يتابع مسيره إلى كراجات البولمان، وهذا ما يجعل المواطن يمشي مسافات طويلة ليصل إلى كراجات حمص.
ومع دخول فصل الشتاء، وغياب الشمس في وقت مبكر، باتت عودة الفتيات إلى منازلهن مصدر خوف وقلق لهن ولأسرهن، خاصة وأن قسم من المحاضرات الجامعية يستمر حتى وقت متأخر أيضاً، ما يضعهن أمام خيار إما الحضور أو العودة في وقت آمن.
خصومات و”بورصة” التكاسي!
مشكلة النقل لاتقتصر على خطي مزة جبل وضاحية حرستا، بل هي مشكلة يعاني منها جميع قاطني الضواحي والأرياف.
“سعيد” وهو موظف قطاع خاص، يقطن في التل يشكو لـ”هاشتاغ سوريا” معاناته اليومية للوصول إلى عمله بسبب قلة المواصلات والازدحام الخانق، مشيراً إلى الخصومات الكبيرة التي يتلقاها على راتبه الشهري بسبب تأخره اليومي.
أما الشاب “محمد” فيعمل في إحدى محلات سوق الحميدية، يقول:” لقد يئست من انتظار المواصلات يومياً، فلجأت إلى التعاقد من سيارة أجرة تقل معاُ ثلاثة ركاب، وأنا رابعهم لتوصلنا كل يوم إلى منازلنا، لكن، ومع كل زيادة أو أزمة في البنزين يقوم سائق السيارة بزيادة الأجرة. بات الأمر أشبه بالبورصة!
مع كل الظروف الصعبة التي يمر بها السوريون، تأتي مشكلة النقل لتكون واحدة من أصعبها. تغييرات عشوائية في خطوط السير دون مراعاة ظروفهم، وخاصة طلاب الجامعة والموظفين، زيادة في الأجور، قلة في عدد وسائط النقل من سرافيس وباصات نقل داخلي، وكل ذلك على “نغمة” واحدة، تصريحات ووعود بحل كل تلك المشكلات، ودون وجود شيء ملموس على أرض الواقع، وكأن مشاهد الازدحام ونظرات البؤس على وجوه المتروكين لمزاجية سائقي السرافيس والقرارات “العشوائية” غير المدروسة للمعنيين، لا تعني أصحاب الوعود في شيء!!