هاشتاغ _ زاهر محمد
لا يتأخر العاملون في المولات عن اكتشاف الزبون من المتفرج أو المتفحص بقصد موضوع صحفي كحالنا. وعندما تراقب بضائع هذه المولات أو تمر بجانبها تشعر بأن هذه المحلات لزبائن تعيش معهم في بلد واحد لكن لا يجمعك معهم أي شيء آخر، وتعتقد أنهم من كوكب آخر.
وفي جولة لـ “هاشتاغ” على إحدى المولات التجارية الجديدة في دمشق هالنا ما شاهدناه من الأرقام الفلكية المعلقة على كل سلعة داخل المول ودون استثناء. وكانت الصدمة الأولى أثناء مرورنا في القسم الخاص بعدة المطبخ إذ أن العين تتوه بقراءة الرقم المعلق على منفضة سجائر بلور من القياس الوسط علق عليها سعرها البالغة 60 ألف ليرة، تلتها منفضة ذات قياس أكبر دون عليها سعر 90 ألف ليرة. لتتوالى بعدها أرقام أكثر سخونة، حيث يتراوح سعر طقم الصحون بين 150 إلى 400 ألف ليرة ، وكذلك سعر طقم فناجين القهوة وأحياناً أكثر.
أما سعر طقم كاسات الشاي من القياس الصغير فيصل إلى 26 ألف ليرة، وسعر علب تعبئة الشاي أو السكر مصنوعة من النايلون ذات حجم صغير فيصل إلى 12 ألف ليرة! في قسم أفران الغاز يتراوح سعر الفرن الغطس ما بين مليون و800 ألف إلى 3 ملايين ليرة، في حين تتراوح أسعار الأفران المنزلية العادية ما بين مليون ونصف إلى مليونين ونصف، أما أسعار الثلاجة فتتراوح ما بين 3 إلى 8 ملايين ليرة وذلك حسب نوعها وقياسها، وأفران الكهرباء بقياسات عدة فيتراوح ما بين 320 ألف إلى 900 ألف ليرة، وطاولة سفرة خشب يرافقها 6 كراسي خشب يتراوح سعرها ما بين 4 ملايين و600 ألف إلى 7 ملايين ليرة!
أما في قسم المفروشات فكانت البداية من طقم الجلوس الذي سجل سعر يتراوح ما بين ثلاثة ملايين و800 ألف الى 14 مليون ليرة ، في حين كانت تسعيرة الطاولات المفردة الخشب ما بين 300 إلى 400 ألف ليرة. يتراوح سعر غرفة النوم المؤلفة من تخت مزدوج وخزانة وتواليت ما بين 9 ملايين إلى 18 مليون ليرة، وسعر الحرام الشتوي المفرد 130 ألف ليرة، في حين يتراوح سعر شاشة التلفزيون ما بين 2-6 ملايين ليرة، وكان مسك ختام مشاهداتنا لوحة فنية ليست برسم رسام ورسمت على عجل وعلى ما يبدو أن الإطار الذي وضعت فيه مصنوع من البلاستيك علق عليها سعر 300 ألف ليرة.
أحد موظفي صالات المول أكد لـ”هاشتاغ” بأن المول يعتمد ببيع القسم الأكبر من معروضاته لاسيما الثقيلة منها لزبائن من الطبقات الغنية من تجار وأسر البعثات الدبلوماسية والفنانين المشهورين الذين يحرصون على استبدال “عفش” المنزل وفقا لصيحات السوق الجديدة .
أحد المواطنين الذين التقيناهم في المول قال لنا إنه اضطر لدخوله أمام إصرار أطفاله وزوجته، أضاف ” قلت في قرارة نفسي لما لا أستطلع ما في داخله ممازحا عائلتي ألم يعد كافيا أنني قاطعت دخول حتى المحال العادية خالية النجمات”، مشيراً إلى أن الأسعار التي شاهدها ضمن المول فاقت كل التوقعات وجعلته يقطع عهداً على نفسه بعدم إعادة الكرة من جديد.
الاقتصادي العامل في التجارة أحمد محمود أوضح ل”هاشتاغ” أن المولات عموما تعتبر دخيلة على حياة التجارة السورية الشهيرة بأسواقها التاريخية والتي يتخصص كل منها في شيء معين كسوق الحريقة والبزورية والمناخلية وحتى صناعة الموبيليا لها مناطقها رغم تأثر الكثير منها بالحرب والإرهاب في ريف دمشق .
وأضاف محمود أن موضة المولات التي بدأت منذ ما يقارب ٢٢ عاماً موجهة في الأصل إلى فئات معينة، لكنها تستخدم كل الطرق لجذب زبائن جدد من خلال سياسات تسويق مدروسة. وعن أسعارها قال إنها تعرض بضائع ماركات، لذلك من الطبيعي أن تطلب أسعاراً مرتفعة، لأن للماركة ثمنها كما أن المولات تتكبد تكاليف ضخمة من موظفين وإعلانات وتكاليف توليد كهرباء، وزبائنها لا يجدون أسعارها مرتفعة بسبب مستوى دخولهم وعاداتهم الاجتماعية التي تجعلهم يدفعون ما يطلب منهم لتحقيق البريستيج.