الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباراختناق "الأحواض" السورية القادم

اختناق “الأحواض” السورية القادم

هاشتاغ-رأي-سامر ضاحي

يستخدم “النموذج المائي” في التحليلات البيئية لقراءة ديناميات التفاعل بين مكونات النظام البيئي المصغر. ويمكن سحب هذا النموذج إلى المجال السياسي كمدخل لقراءة ديناميات القوى السياسية.

خاصة عندما يضيق الإطار الجامع لها (الوطني)، إذ سرعان ما تتحول هذه القوى إلى الفوضى في التحرك داخل المساحة المحدودة، ولا يمكن التنبؤ بمسارات تحركاتها العشوائية.

كما أن وتيرة هذه الفوضى تتسارع باضطراب مع كل عامل خارجي طارئ يتم إضافته إلى هذه المساحة.

يمكن تطبيق هذه المقاربة على الحالة السورية لقراءة تحرك القوى المختلفة على امتداد الجغرافيات المتشرذمة، أو حتى خارج الحدود الوطنية، يمكن لحظ عدة نقاط:

أولها؛ أن مسار التدخل الخارجي منذ اندلاع الأزمة في 2011 وصولاً إلى عدم تسجيل أي اختراقات في جدران الحل السياسي رسخ فكرة الحوض أو الأحواض الضيقة ورسخ معه ضيق الأفق الوطني.

الثاني، أن التفاهمات الدولية والإقليمية باتت عنصر تهديد بحد ذاتها، فبعدما اعتقدت القوى الخارجية أنهاحصنت نفسها من تأثير الأزمة السورية.

ارتدت عليها تداعيات الأزمة من ذات الجغرافيا أو من غيرها، أو بقيت مضطرة لتبني أدوات غير دولاتية، خاصة لناحية الاعتمادية الكبيرة من قوى السيطرة على حلفائها الخارجيين.

والثالث، عدم اتضاح طبيعة التهديد المستجد في ظل ما يرشح من أنباء عن تفاهمات تتم صياغتها في مطابخ الأزمة الفلسطينية، ما أعاد خلط الأوراق من جديد وأخضع القوى المحلية لمزيد من الضغوط.

أما الرابع، فإنه رغم كل مايبدو من عشوائية إلا أن هناك تماثل في الأداء والأدوات من قبل القوى المختلفة، فتصورات ما يجري التمهيد له من اقتراحات للحلول والأدوار يبدو قريباً ومتشابهاً بين الجغرافيات والقوى المسيطرة.

في المقابل تتيح هذه المقاربة استنتاجات عديدة، في مقدمتها أن العوامل الخارجية لا تزال توحد السوريين بغض النظر عن تماسك قواهم البنيوي.

الثاني، أن سرعة تحرك القوى تزيد من احتمالات تجدد الحالات الصدامية أوقد تقود إلى نهايات قاسية على السوريين.

الثالث، أن مصالح السوريين ليست محدداً لتحرك قوى يفترض أن تمثلهم..

الرابع، أن هذه القوى خارج منظومات التوافق والتفاهم الإقليمي أو الدولي.

الخامس، وهو الأقسى، يعبر عن غياب فواعل سورية ضابطة اليوم وقادرة على تأطير مسارات التحرك للقوى وخطوط النهاية وقد تكون هذه الفواعل أولى ضحايا المرحلة لتتحيد معها أي مصالح او وجود فعلي للسوريين، وقد تكون المخارج على قاعدة الأواني المستطرقة بين هذه الأحواض.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة