أثار مقال الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبد الله الجدل بين المتابعين والنشطاء والأكاديميين، حيث قارن فيه بين النموذجين الإماراتي والكويتي في السياسة والاقتصاد والتنمية والحريات السياسية والاجتماعية، مفنداً نقاط قوة وضعف كل من النموذجين الخليجيين، ومطالبا بضرورة المزاوجة بين التجربتين.
وقال عبدالخالق عبد الله في مقاله الذي نشر في موقع ”سي أن أن“ عربي إن ”الكويت تفتخر بنموذجها الديمقراطي الأقدم في المنطقة لكنها تعاني شللا سياسيا وانقساما مجتمعيا وتعثرا تنمويا مزمنا علاوة على مستقبل غامض“.
وفي المقابل فإن النموذج الإماراتي بحسب عبدالخالق عبدالله ”شاهد على سجل تنموي ومعرفي وعمراني غني بإنجازاته ونجاحاته. علاوة على بنية تحتية هي من بين الأفضل عالميا. دون أن يعنيها (الإمارات) كثيرا الترف الديمقراطي وانفلات الحرية، فلديها حريات اجتماعية وفردية واقتصادية وهي أهم من الحريات السياسية“.
واعتبر عبدالخالق عبدالله أن نموذج الإمارات لا يخلو من نقاط ضعف ربما أبرزها غياب المشاركة السياسية وضعف حضور المجلس الوطني، وتراجع دور مؤسسات المجتمع المدني وتدني سقف حرية التعبير والصحافة حيث تحتل الإمارات الترتيب العالمي 131 في مؤشر الحريات عام 2021 وهي التي تحرص أن تكون في الترتيب الأول في كل مؤشر تنموي وحضاري.
وقال الكاتب إن البعض يختصر قصة هذين النموذجين الخليجيين في معادلة بسيطة هي: تغول الخطاب السياسي في الكويت فتراجع النموذج الكويتي تنمويا سنين الى الوراء، في حين تصدر الشأن الاقتصادي في الإمارات فتقدم النموذج الإماراتي التنموي سنين ضوئية إلى الأمام، ليس خليجيًّا فقط بل حتى عربيًّا وأصبح مثيرًا للاهتمام عالميًّا.
وأشار الكاتب الإماراتي إلى أن المواطن الخليجي خارج الكويت والإمارات، بعضه معجب بنموذج الكويت الديمقراطي وبما يقدمه من حرية التعبير والصحافة وقدسية الدستور، وبعضه الآخر يفضل نموذج الإمارات التنموي الذي يمتاز بالازدهار والاستقرار والانفتاح ويقدم باقة من الحريات الاجتماعية التي لا تتوفر في النموذج الكويتي أو أي نموذج خليجي آخر.
لكن هناك البعض الثالث من الجمهور الخليجي النخبوي والشعبي الذي يتمنى بروز نموذج خليجي ثالث ومختلف يجمع حسنات النموذجين الإماراتي والكويتي ويمزج نقاط قوتهما ويتفادى نقاط ضعفهما.
الكاتب أنهى مقاله بأسئلة من قبيل: هل حكم على شعوب الخليج أن تختار بين نموذج ديمقراطي كويتي غير مستقر ويمر بمرحلة هي الأصعب وبين نموذج تنموي إماراتي مستقر يعيش عصره الذهبي؟ هل هذا عصر التنمية أم أنه عصر الحرية؟ وما سر تألق نموذج الإمارات الملهم حاليًا وما أسباب تعثر نموذج الكويت الذي كان سابقًا ملهمًا؟ وكيف ذهب نموذجان خليجيان رغم ما بينهما من تشابه اجتماعي وتاريخي عميق إلى مذهبين مختلفين ومتباينين؟
وأثار مقال الكاتب الإماراتي الجدل على “تويتر”، وخاصة بين النخب الثقافية في الكويت، حيث رد الأكاديمي الكويتي عبداالله الشايجي قائلا إن الكاتب “يغفل أن النموذج الأمثل ليس مزيج النموذجين فقط.بل قرن التمدن مع المشاركة السياسية والحريات والمساءلة،عناصر مهمة لتميز وديمومة التألق“.
وعلقت الكاتبة الكويتية ليلى القحطاني “دكتور في أصوات ارتفعت في الكويت صارت تطالب باستنساخ التطور العمراني والخدماتي مقابل التضحية بالديمقراطية لانها سبب تأخرنا حسب رأيهم .”
أما المغرد محمد باهرون فكتب قائلا “إن المقال قد يثير الحمية العاطفية من مناصري كل نموذج ولكنها مقارنة موضوعية”.