استفاقت أسواق الغذاء الآسيوية والعالمية صباح اليوم على خبر توقف الهند عن تصدير الأرز الأبيض باستثناء بسمتي “بمفعول فوري”، وذلك نتيجةً موسم زراعي سيء لهذا المحصول الاستراتيجي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية الهندية وتفاقم تضخم الأسعار الغذائية.
ودخلت أسعار الحبوب في الأسواق العالمية دورة اضطراب جديدة مع انهيار اتفاقية الحبوب بين أوكرانيا وروسيا، الاثنين الماضي.
في حين ارتفعت أسعار القمح بنسبة 13% منذ الثلاثاء الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع 9% إضافية خلال الأسبوع المقبل وفقاً لوكالة “بلومبرغ” للأنباء.
إقرأ أيضا: بعد القمح.. محللون يحذّرون: الأرز على طريق أزمة الغذاء العالمية!
كما تتسارع تأثيرات الاضطرابات الأمنية في العالم جراء الحرب في أوكرانيا، وتداعيات التغير المناخي، ما يزيد من مخاطر استمرار التضخم في الدول التي تشهد معدلات مرتفعة وتبدد آمال السيطرة على ارتفاع الأسعار.
جفاف في الهند
أوضحت وزارة شؤون المستهلك والأغذية الهندية في بيان أن حظر تصدير الأرز الأبيض باستثناء بسمتي “بمفعول فوري”، يساعد على ضمان إمدادات المستهلكين الهنود والتخفيف من ارتفاع الأسعار في السوق المحلية.
ويعتبر الأرز عنصراً غذائياً أساسياً لأكثر من 3 مليارات شخص.
وتنتج آسيا ما يقرب من 90% من المحاصيل الشرهة في استهلاك المياه، ومن المحتمل أن يؤدي نمط الطقس الجاف المصاحب لظاهرة “النينو” المناخية إلى تراجع إضافي للأمدادات مستقبلاً.
إقرأ أيضا: الهند تمدد قيود تصدير السكر لعام آخر
وسبق أن منعت الهند في أيلول/سبتمبر 2022 صادراته المكسور الرخيص.
كما فرضت ضريبة بنسبة 20% على صادرات الأرز عالي الجودة، بعد جفاف كبير في مناطقها الرئيسة المنتجة للأرز.
وتسببت الأمطار الغزيرة في الأجزاء الشمالية من الهند خلال الأسابيع القليلة الماضية في إتلاف المحاصيل المزروعة حديثًا في ولايات هندية عديدة، بما في ذلك البنجاب وهاريانا.
في حين اضطر عدة مزارعين إلى إعادة الزراعة.
كما تمثل شحنات الهند 40 في المئة من صادراته عالمياً، ويشكل الأرز الأبيض – باستثناء بسمتي – حوالي ربع إجمالي صادراتها.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، أصبح بديلاً جذاباً للعديد من الدول مع ارتفاع أسعار الحبوب الرئيسية الأخرى.
دول هشة في الأمن الغذائي
يُتوقع أن تعاني الدول الأفريقية وتركيا وسوريا وباكستان من الحظر لأنها تواجه بالفعل تضخماً هائلاً في أسعار المواد الغذائية.
وحذَّرت شركة “غرو إنتيليجنس” التي تحلل البيانات الخاصة بالمواد الخام من أن اضطراب إمدادات الأرز “يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على وارداته”.
وقال المحلل في مجموعة “رابوبنك” أوسكار تجاكرا إن موردي الأرز الآخرين ليس لديهم احتياطيات للتعويض عن توقف الصادرات الهندية من الأرز الأبيض.
إقرأ أيضا: الهند تتطلّع إلى “الفحم وتخزينه” في ظل تفاقم أزمة الطاقة وهبوب الرياح الموسمية
وأوضح المحلل لوكالة “فرانس برس” أن المصدرين الرئيسين – غير الهند – هما تايلاند وفيتنام وإلى حد ما باكستان والولايات المتحدة.
لكنه حذر من أنه “لن يكون لديهم ما يكفي من الأرز للتعويض عن الكميات الهندية غير المصدرة.
وأضاف أن ذلك سيسهم بالتأكيد في التضخم حول العالم لأن الأرز يمكن أن يستخدم بديلاً للقمح”.
وتوقع “تجاكرا” كبير محللي “رابوبنك” أن أسعار الأرز العالمية سترتفع أكثر بسبب حصة الهند في السوق العالمية.
وأضاف أن الأسعار قد تتجاوز أعلى مستوياتها في الربع الثاني عندما وصل سعر الأرز الخام إلى 18 دولاراً للطن الواحد.
إقرأ أيضا: بعد فشل الصفقات الهندية: مصر تمنع توريد قمحها خارج أراضيها
كما قال “كريشنا راو” رئيس اتحاد مصدري الأرز لوكالة “رويترز”: “الحظر المفاجئ على الصادرات سيكون مؤلماً للغاية بالنسبة للمشترين، الذين لا يستطيعون استبدال الشحنات من أي دولة أخرى”.