الإثنين, نوفمبر 18, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسالوسطية والطبقة الوسطى

الوسطية والطبقة الوسطى

هاشتاغ-ديانا جبور

رغم الاختلافات الطفيفة، إلا أننا لازلنا نردد المضمون نفسه لواقعة تفيد بأن الرئيس شكري القوتلي أبدى تعاطفه مع الزعيم المصري إبان الوحدة لأن الشعب السوري كافة يفهم وينظّر بالسياسة، نصفهم يرون بأنفسهم زعماء وقادة، وربعهم لا يقبلون بأقل من مرتبة الرسل والأنبياء ..

لكن الاهتمام بالشأن العام لم يعد السمة الأبرز للسوريين ..

السائق والوزير يوحدهما حديث واحد عابر لكل الطبقات والطوائف.. إنه حديث الغلاء المصحوب بقلة الموارد وتعثر الأعمال..

أقرأ المزيد: قليل من الفكر المؤامراتي.. لا يضر

يمكننا الجزم بأن السياسة بمعناها الشمولي في حالة تراجع مضطرد.. وهذا ما يريح بعض أولي الأمر مع أن دروس الطبيعة وتقاطعاتها مع الحياة الاجتماعية يفترض أن تجعلهم قلقين ومبادرين لا مسترخين مطمئنين، فكلما امتد الجزر وتعمق وابتعدت المياه عن الشاطئ أكثر، كلما عادت إليه غاضبة تكتنز قوة تدميرية لا تبقي ولاتذر.

ولعل الأهم من كون السوريين يهتمون بالسياسة، أنهم بالعموم كانوا وسطيين لم يشهدوا طفرات متطرفة إلا فيما ندر وبالتوازي مع اختناقات حضارية واقتصادية شديدة.

واهتمام السوريين بالسياسة وأنهم على الأغلب جنحوا إلى الوسطية -على ما أرى- مرتبط ارتباطا وثيقا بالجغرافية والحالة الاقتصادية والاجتماعية .. فمن جهة هناك تنوع يكرس حالة التفرد والاختلاف مع التجاور..، إضافة إلى أن بلاد الشام عموما شكلت ضمن محيطها الصحراوي واحة خدمية لا يعنيها ولا وقت لديها لتغير من قناعات المارين والعابرين طالما أنهم يلتزمون بقوانين المكان.

أقرأ المزيد: هل الموالاة موالاة بحق؟

أما في الارتباط بالاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، فيمكن القول إن السوريين كانوا يتحشمون المغالاة بالترف والمباهاة بالثراء، لا أدل على ذلك البيوت في حواري الشام.. إن نظرت إليها من الخارج فلن تستطيع أن تحدد بدقة المستوى الاقتصادي لساكنيها.

حتى الديانات السماوية عرفناها بنسخها المعتدلة في حين كانت تطبق بتشدد في دول مجاورة.

أما الآن فنظرة سريعة تؤكد الفجور في استعراض الثراء الفاحش.. بالمقابل هناك فقر أسود جائر.. وكلاهما سينحو للغيبيات وربما للتطرف .. فلا الفقير يرى مخرجا ممكنا، والغني يدرك أنه لا يستحق ما يتمتع به .

سيل عنف .. بل طوفان.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة