هاشتاغ- نور قاسم
بيّن الطبيب النفسي الدكتور يوسف لطيفة في حديثه لـ”هاشتاغ” أن الوسواس القهري مرض شائع في سوريا، ويصيب 2 إلى 3% من المجتمع، ولكن لا تتوفر إحصائيات دقيقة حول نسبتهم.
وأشار إلى أنه لا يكاد يمر يوم أو يومان إلا وتأتي إليه حالة أو حالتين مصابتين بهذا المرض، مؤكداً أن غالبية المراجعين لديه تعاني حالات شديدة.
استبصار..
أضاف “لطيفة” أن غالبية المصابين بهذا المرض تعلم في قرارة نفسها أنها مريضة، ومدى تأثير هذا الأمر سلباً في حياتها سواء العملية أم أي ناحية أخرى، وهذا يسبب لها المعاناة والألم. هذا ما يسمى بالاستبصار، إذ يدرك المريض مرضه ولكنه لا يستطيع الخروج من هذه الحالة من دون مراجعة الطبيب والعلاج.
ويشرح “لطيفة” أن الوساوس عند الذين يعانونها تكون فكرة مفروضة عليهم تبقى معلقة في دماغهم وتتكرر بداخلهم من دون تمكنهم من مقاومتها، على الرغم من علمهم بعدم منطقية الفكرة ومدى تفاهتها وسخافتها، ولكنهم غير قادرين على التخلص منها وحدهم.
أنواع الوساوس..
بيّن “لطيفة” أن الوسواس القهري ليس مرتبطاً فقط بالنظافة والميل إلى الترتيب والتنظيم، بل يشمل أنواعاً عدة مثل الوسواس الفكري، والطقوسي، والاندفاعي، وسواس التأكد، وسواس الشك، وغيرها.
وأشار “لطيفة” إلى أن بعض المرضى يشعرون أن أحداً ما يخبرهم بضرورة الانتحار أو يتصرفون تصرفات غير مقبولة، على الرغم من أنهم يعلمون بعدم صحة هذه الأفكار، ولكنهم لا يستطيعون مقاومتها وحدهم.
ومن ناحية أخرى، لفت “لطيفة” إلى أن الاكتئاب مرض مستقل عن الوسواس القهري، غير أن غالبية الحالات تعاني الاكتئاب.
العلاج..
عن علاج هذا المرض، فأوضح “لطيفة” أن الحالة إذا كانت خفيفة وفي بدايتها، فمن الممكن أن يكون العلاج نفسيا سلوكيا معرفيا. في حين أن الحالات الشديدة لا بد من علاجها دوائياً.
وبيّن “لطيفة” أن فترة العلاج للحالات الشديدة غالباً ما تكون بعيدة الأمد، تستمر ما يزيد على سنة. مشيراً إلى أنه في حال لم يُعالَج المريض، فقد يؤدي ذلك إلى أعراض اكتئابية شديدة تسبب له ضرراً نفسياً كبيراً يؤثر سلباً في حياته.