وجهت الولايات المتحدة الأمريكية تحذيراً سرياً لإيران الشهر الماضي، تعبر فيه عن مخاوفها بشأن أنشطة بحث يمكن استخدامها لصناعة سلاح نووي.
جاء ذلك وفقاً لما نقل موقع “أكسيوس” عن ثلاثة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، نقلت إدارة الرئيس جو بايدن مخاوفها إلى الإيرانيين، سواء عبر بلد ثالث أو من خلال قنوات مباشرة.
وأفاد مصدر بأن إيران ردت على التحذيرات الأميركية بتأكيدها عدم حدوث تغيير في سياستها وأنها لا تعمل على صنع سلاح نووي.
التقييم الاستخباراتي
في سياق متصل، ذكر مسؤول أميركي لأكسيوس أنه لا توجد مؤشرات على قيام إيران حالياً بالأنشطة الضرورية لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار، مؤكداً أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي.
وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” اكتشفتا أنشطة نووية مفترضة من قبل العلماء الإيرانيين في الأشهر الأخيرة، مما أثار مخاوف من استغلال إيران لفترة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم للتقدم نحو تسليح نووي.
مظلة أكاديمية للأنشطة النووية
زعم يعقوب ناغيل، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يعمل الآن زميلاً كبيراً في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن عشرات من العلماء الإيرانيين كانوا يعملون في الأشهر الأخيرة على العمليات التقنية اللازمة لبناء قنبلة ذرية.
وأوضح ناغيل أن هذه الأنشطة تجري “تحت مظلة أكاديمية” وتتجاوز حدود التجارب التي لها استخدامات مدنية، مشيراً إلى أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تعتقد أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي امتنع عن الموافقة الصريحة والرسمية على هذه الأنشطة.
ردود الفعل
كان نتنياهو قلقاً للغاية بشأن المعلومات الجديدة وطلب من البيت الأبيض انعقاد المجموعة الاستشارية الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية (إس سي جي) لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.
وعقد الاجتماع في غرفة العمليات في البيت الأبيض الاثنين الماضي، وكان أول مناقشة عالية المستوى ومعمقة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” حول البرنامج النووي الإيراني منذ آذار/ مارس 2023.
وأشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إلى أن وكالات الاستخبارات في أميركا و”إسرائيل” كانت متوافقة في تقييماتها بشأن حالة البرنامج النووي الإيراني في اجتماع المجموعة الاستشارية الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية هذا الأسبوع.
وأوضحوا أن وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لا تعتقد أن هناك أي قرار أو أمر من خامنئي للمضي قدماً نحو إنتاج سلاح نووي.
التنسيق المستقبلي
قال مسؤول أميركي إن الكثير من القلق بشأن الأنشطة المفترضة لإيران قد زال منذ ذلك الحين، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز التنسيق بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ونفت إيران مراراً وتكراراً رغبتها في الحصول على أسلحة نووية.