هبط سعر اليورو إلى ما دون دولار واحد، الثلاثاء، مسجلا 0,999 لليورو مقابل الدولار، لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما.
يأتي هذا التطور الكبير وسط أزمات الطاقة التي تدفع أوروبا إلى الركود، وزيادة الطلب على العملة الخضراء كملاذ آمن.
أقل مستوى منذ 2002
وسجل اليورو 0.999 مقابل الدولار عند الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش في تعاملات اليوم، وهو أقل مستوى منذ عام 2002.
وكان اليورو هبط أمس الاثنين 1.3 بالمئة مقابل العملة الأميركية إلى 1.0045 دولار، وهو أضعف مستوى له أيضا منذ كانون الثاني/ديسمبر 2002.
وارتفع الدولار بالمقابل 1.14 بالمئة أمام سلة من العملات الرئيسية، ليصل مؤشره إلى 108.226، وهو أقوى مستوى له منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2002.
أزمات متعددة
ويعاني اليورو من عدة أزمات في مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية التي ساهمت في ارتفاع أسعار النفط والغاز والأغذية، بالإضافة إلى تأخر البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة رغم معدلات التضخم الأعلى منذ نحو 40 عاما.
في المقابل، تلقى الدولار دعما من توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع وأقوى من أقرانه.
وأوروبا هي الأكثر معاناة من الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أشعلت فتيل أزمة طاقة تكوي دول القارة، ويمكن أن تؤدي إلى ركود طويل وعميق.
ضعف العملة ليس مرغوبا
وعلى مدار سنوات مضت، كان صانعو السياسة الأوروبية يرحبون بضعف العملة كوسيلة لتحفيز النمو الاقتصادي، لأنه يجعل صادرات الكتلة أكثر قدرة على المنافسة.
لكن الآن، مع ارتفاع التضخم في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياته منذ بدء مثل هذه الأرقام القياسية، فإن ضعف العملة لم يعد مرغوبا فيه لأنه يعزز ارتفاعات الأسعار بجعل الواردات أكثر تكلفة.
في حزيران/يونيو الماضي، قفزت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 8.6 بالمئة عن العام السابق.
وسلط بعض صانعي السياسة النقدية الضوء على ضعف اليورو باعتباره خطرا على هدف البنك المركزي لإعادة التضخم إلى 2 بالمئة على المدى المتوسط.