هاشتاغ_نور قاسم
ذهب عيد المعلم وانتهت الاحتفالات والعبارات الرنانة التي تتغنى بالمدرسين.
واستمرت معاناة المعلمين ذاتها, وفي استطلاع “هاشتاغ” لآراء بعض المدرسين عن ظروف عملهم قالت المعلمة فرح الدريوسي إنها تدرس منذ عام 2015 ، وإن الدعم المالي والمعنوي أهم ما يجب أن يقدم للمعلم لقاء جهده في تربية أجيال تعد الثروة الحقيقة للبلد، ولكن الواقع أن تقدير المدرس غائب عموماً, من قِبل الجهة التي يعمل بها سواء كانت عامة أو خاصة. أضافت الدريوسي أن المدرس متهم دائماً بأنه المقصر مع التلاميذ, ومطلوب منه أن يقدم دون أن منحه الكثير من الحقوق.
وأن الخطوة الأولى لكسر هذه الحلقة هي في تحسين الدخل بشكل يتلاءم مع متطلبات المعيشة. والعمل على إعادة هيبة الكادر التدريسي في المجتمع.
وتحدثت لـ”هاشتاغ” عن أهمية تدريب المعلمين بشكل مستمر على كيفية التعاطي مع أحدث طرق التعليم, واستخدام التقنيات الحديثة من ألواح ذكية وأجهزة إسقاط, لأن البعض يواجه صعوبة في التعامل مع هذه التقنيات, وخاصةً المتقدمين بالسن ، على أن يكون التدريب من قِبل أكفاء في هذا المجال.
وأما مدرِّسة اللغة الانكليزية صفاء يونس فقد لفتت إلى أن التعليم هو جهد غير ملموس رغم أنه متعب جداً، خاصة أن بيئة العمل غير مناسبة, ومازال السائد هو طرق التدريس التقليدية رغم تغيُّر الزمن. وما يساهم في ذلك هو غياب المحفزات، وعن مكانة المدرّس قالت يونس إنه لا يمكن لأي معلم أن يفرض هيبته بالضرب أو الصراخ, وإنما بالعلاقة المتميزة مع طلابه, وكلما استطاع المعلم أن يجذب الطالب إلى مادته بأسلوبه, سيجد تفاعلاً أكبر معه. مبينةً أن العقوبة لطلابها عندما يشاغبون هي إلغاء حصة اللغة الانكليزية التي يحبونها كثيراً .
.
وأشارت يونس إلى إشكالية يعاني منها الاختصاصيين من المعلمين في المدارس الخاصة, وهي إمكانية أن يأتي أي أحد غير مختص للتدريس وبراتب أقل, وهذا يؤثر على سوية التدريس مقابل توفير مادي, كالسماح لطلاب هندسة بتدريس اللغة الانكليزية مثلاً. .
وأما المعلم سامر يوسف الذي يعمل بالتدريس منذ عام 2011 فأكد وجود اختلافات كبيرة بين الأجيال, ويعتقد أن السبب هو الحرب والضغوط الاقتصادية.
وقد يكون أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي, التي أصبحت بمثابة الشريك في تربية الأبناء.
أضاف المدرس أمجد إنه بسبب صعوبات الحياة الآن, انشغل الكثير من الأهل عن أبنائهم, وأصبح الشغل الشاغل للجميع تأمين لقمة العيش.
ولمعرفة ما تعمل عليه نقابة المعلمين لتحسين وضع المعلمين, تواصلت هاشتاغ مع نقيب المعلمين وحيد زعل وبين أنه يوجد حالياً مجموعة من التعليمات التي ستصدر بخصوص كل شيء يخص المعلم بعد انتهاء المجلس المركزي وذلك خلال أيام ، ولكنه لم يتحدث عن البنود المقترحة في هذه التعليمات على اعتبارها أنها لم تحصل على مصادقة المجلس المركزي بصورة رسمية ليتم الإعلان عنها .
معاون وزير التربية عبد الحكيم حماد قال لـ”هاشتاغ” إنه لا جديد حاليا” فيما يخص المعلمين، وهنالك مشاريع ورقية لا نستطيع الحديث عنها إلا إذا تبلورت على أرض الواقع.
مبيناً أن الوزارة تقوم بكل ما لديها لتحسين أوضاع المعلمين والمدرسين والعاملين في الأُطر الإدارية والتدريسية من الناحيتين المادية والمعنوية وفق الإمكانيات المتاحة والأنظمة والقوانين الناظمة، لافتاً إلى أنه يتم تكريم المعلمين المتميزين الذين لديهم انجازات ، وأيضاً تكريم المدارس بإدارتها المختلفة.
وأشار الحماد إلى أن توزيع طبيعة العمل والبالغة 40٪ أصبح قيد التفعيل للمدرسين والمعلمين ومدراء المدارس والروضات والمعاهد، وأيضاً 10٪ للاداريين والعاملين في الادارات المدرسية على مستوى المدرسة وعلى مستوى الادارة المركزية أصبح متاحاً لجميع المعلمين والمدرسين.
وحول وجود قانون يحمي وينصف المعلم قال الحماد إنه لا يوجد مادة قانونية، إلا أن قيمة المعلم مصانة
وعند تجاوز حدود الأدب من قِبل أي طالب فيمكن خلال اجتماع المدرسين اتخاذ القرار الذي يرونه مناسباً سواء كان الفصل لمدة قصيرة، أو لمدة اسبوع، أو عشرة أيام، أو خمسة عشر يوماً، أو نقل الطالب أو فصله نهائياً حسب الحالة.
وعدّ أنه بذلك أصبح للمدرس مكانة أقوى مما كانت عليه في السابق! مشيراً إلى أن وزارة التربية عممت على المدارس منع العنف اللفظي والجسدي والمعنوي.