الخميس, أكتوبر 17, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارمن أوكرانيا إلى إيران وغزة.. انسخاب بايدن يثير غموضا بشأن الملفات الساخنة

من أوكرانيا إلى إيران وغزة.. انسخاب بايدن يثير غموضا بشأن الملفات الساخنة

أثار انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي مزيدا من عدم اليقين بالعالم في حين يواجه قادة الغرب عدة تحديات في أوكرانيا وغزة، والصين، بالإضافة إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا.

يذكر أن بايدن خلال حياته المهنية التي استمرت خمسة عقود في السياسة، طور علاقات شخصية واسعة النطاق مع العديد من القادة الأجانب بحيث لا يمكن تقريبا لأي من البدلاء المحتملين على البطاقة الديمقراطية أن يضاهيها.

وبعد إعلانه تخليه عن حملة إعادة انتخابه، انهالت رسائل الدعم والامتنان لسنوات خدمته من القاصي والداني.

ويوضح نطاق تحديات السياسة الخارجية التي تواجه الرئيس الأميركي المقبل مدى أهمية ما يحدث في واشنطن بالنسبة لبقية دول العالم.

غزة

بينما تنظر الأعين إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس كبديل محتمل لبايدن، سارع قادة “إسرائيل” يوم الأحد إلى فهم ما سيعنيه ترشيحها بالنسبة لهم في حين يواجهون عزلة عالمية متزايدة بسبب حملتهم العسكرية في غزة.

ونشرت صحيفة “هآرتس” اليومية الإسرائيلية تقريرا يدقق في سجل دعم هاريس لإسرائيل، مشيرة إلى سمعتها باعتبارها “الشرطية السيئة” لبايدن التي وجهت اللوم إلى “إسرائيل” جهارا بسبب هجومها على غزة.

وفي الأشهر الأخيرة، ذهبت هاريس إلى أبعد من بايدن في الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وإدانة الغزو الإسرائيلي لرفح، والتعبير عن الرعب إزاء عدد القتلى المدنيين في غزة.

كان دفاع بايدن القوي عن “إسرائيل” منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر له جذوره فيما يتعلق بدعمه لإسرائيل على مدى نصف قرن كعضو في مجلس الشيوخ، وكنائب للرئيس، ثم كرئيس.

أشاد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ببايدن ووصفه بأنه “رمز لوثاق لا ينفصم بين شعبينا” و”الحليف الحقيقي للشعب اليهودي”.

ولم يصدر رد فعل بعد عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – حليف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب – الذي تعرض تاريخ العلاقات الودية له مع بايدن لضغوط خلال الحرب بين “إسرائيل” و”حماس”.

أوكرانيا

من المرجح أن يلتزم أي مرشح ديمقراطي بإرث بايدن المتمثل في الدعم العسكري الصارم لأوكرانيا.

لكن الإحباط من إدارة بايدن تزايد في أوكرانيا وأوروبا بسبب بطء وتيرة إرسال المساعدات العسكرية الأميركية، بالإضافة للقيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية.

في هذا الصدد، قالت سودها ديفيد ويلب، مديرة “مكتب صندوق مارشال” في برلين، وهو معهد أبحاث ألماني، إن “معظم الأوروبيين يدركون أن أوكرانيا ستصبح عبئا عليهم بشكل متزايد. الجميع يحاول الاستعداد لكل النتائج المحتملة”.

من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على حسابه بمنصة “إكس”: “أحترم القرار الصعب، لكن القوي، الذي اتخذه بايدن بالانسحاب من الحملة، أشكر بايدن على مساعدته في منع بوتين من احتلال بلادنا”، بحسب زعمه.

وكان ترامب وعد بإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا “في يوم واحد” حال انتخابه، وهو الاحتمال الذي أثار مخاوف أوكرانيا بأنه قد يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي تحتلها الآن.

أما مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس، فهو أحد أشد المعارضين في الكونغرس لإرسال المساعدات الأميركية لأوكرانيا، ما زاد من المخاطر بالنسبة لكييف.

في الوقت نفسه، رفضت روسيا أهمية الانتخابات الأميركية بالنسبة للحرب، وشددت على أنه بغض النظر عما سيحدث، فإن موسكو ستواصل الضغط على أوكرانيا.

مواجهة الصين

حاول بايدن وترامب خلال الأشهر الماضية أن يظهرا للناخبين من منهما يستطيع الوقوف بشكل أفضل في مواجهة القوة العسكرية المتنامية والجرأة المتزايدة لبكين، وحماية الشركات والموظفين الأميركيين من الواردات الصينية منخفضة الأسعار.

رفع بايدن الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، ووعد ترامب بفرض رسوم جمركية نسبتها 60% على جميع المنتجات الصينية.

وأدى شعار ترامب “أميركا أولا” إلى تفاقم التوترات مع بكين خلال فترة رئاسته. لكن الخلافات مع المنافس الجيوسياسي والعملاق الاقتصادي حول الحروب والتجارة والتكنولوجيا والأمن استمرت خلال ولاية بايدن.

وكان رد الفعل الرسمي للصين على السباق الرئاسي الأميركي “حذرا”.

وتعاملت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” الرسمية مع قرار بايدن على أنه بسيط نسبيا.

وقلل هو شي جين، رئيس تحرير صحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية الصينية الناطقة بالإنكليزية والتابعة للحزب الشيوعي الصيني، من تأثير انسحاب بايدن.

وكتب على منصة “إكس” قائلا: “مسألة من سيصبح المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي لا أهمية لها. سينقسم الناخبون إلى مجموعتين: ناخبو ترامب وكارهو ترامب”.

العلاقات مع إيران

مع انخراط الجماعات الموالية لإيران بالشرق الأوسط على نحو متزايد في الحرب بين “إسرائيل” وحركة “حماس”، تواجه الولايات المتحدة “منطقة تعاني من الفوضى”.

وأثارت التوترات المتصاعدة والهجمات العابرة للحدود بين حزب الله اللبناني – المدعوم من إيران أيضاً، والجيش الإسرائيلي مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.

وتستمر حركة “حماس”، التي تتلقى الدعم من إيران كذلك، في قتال “إسرائيل” حتى بعد 9 أشهر من الحرب التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 39 ألف فلسطيني وتشريد ما يزيد على 80% من سكان غزة.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بتوسيع برنامجها النووي، وتخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة تصل إلى 60%، والتي تقترب من مستوى تصنيع الأسلحة.

بعد انسحاب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي، قال بايدن إنه يريد التراجع عن موقف سلفه المتشدد المناهض لإيران.

لكن إدارة بايدن أبقت على عقوبات اقتصادية صارمة بحق إيران، وأشرفت على “محاولات فاشلة” لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي.

وأدت الوفاة المفاجئة لإبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية إلى وصول إصلاحي جديد إلى منصب الرئاسة في إيران، ما ولد فرصا ومخاطر جديدة.

وقال الرئيس الجديد مسعود بزشكيان إنه يريد مساعدة إيران على الانفتاح على العالم، لكنه التزم بلهجة تحدي الولايات المتحدة.

أوروبا والناتو

كان العديد من قادة أوروبا سعداء برؤية ترامب يرحل بعد السنوات التي قضاها مستخفا بالاتحاد الأوروبي، ومقوضا لحلف شمال الأطلسي “ناتو”.

ولم تنجح محاولات ترامب لتخفيف هذا الاتجاه خلال المناظرة الرئاسية الشهر الماضي في تهدئة هذه المخاوف.

ومن ناحية أخرى، دعم بايدن العلاقات الأميركية الوثيقة مع زعماء الاتحاد الأوروبي. وظهر هذا التقارب بقوة عقب قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي.

وإلى ذلك، وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، قرار بايدن بأنه “ربما يكون الأصعب في حياته”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، إنه “يحترم قرار بايدن بناء على ما يعتقد أنه أمر يصب في مصلحة الشعب الأميركي”.

بينما رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس، أثنى بقوة على بايدن الذي وصفه بأنه “أميركي ذو روح أيرلندية”.

ويقول محللون إن مسألة قدرة الناتو على الحفاظ على زخمه في دعم أوكرانيا، معلقة في ميزان هذه الانتخابات الرئاسية.

وقال جيريمي شابيرو، مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، “إنهم لا يريدون أن يروا دونالد ترامب رئيسا. هناك قدر كبير من الارتياح، لكن هناك قدر كبير أيضا من التوتر بشأن قرار بايدن بالانسحاب. مثل كثيرين في الولايات المتحدة، لكن ربما أكثر من ذلك، فإن الأوروبيين مرتبكون بشدة في واقع الأمر”.

مقالات ذات صلة