مع تصاعد الجدل حول صفقة الأسرى ووقف الحرب على غزة، يبقى الموقف الإسرائيلي الرسمي غير متسق، مما يزيد من حالة الغموض والتوتر.
ويشهد المشهد السياسي والشعبي الإسرائيلي حالة من الانقسام الحاد حول احتمالات إبرام صفقة شاملة لاستعادة الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة، في ظل تصاعد النقاشات حول ضرورة تغيير النهج الحالي للحكومة الإسرائيلية لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف.
دعم شعبي متزايد للصفقة
وفقاً لاستطلاع أجرته القناة الـ 13، أظهرت النتائج أن 65% من الإسرائيليين يؤيدون وقف الحرب والسعي إلى صفقة شاملة، بينما يعارض 25% هذا التوجه، و10% أبدوا عدم معرفتهم أو ترددهم.
وتأتي هذه النتائج في ظل تضارب التصريحات الرسمية والتحليلات بشأن فرص إتمام الصفقة ومدى استعداد الحكومة الإسرائيلية لتقديم التنازلات المطلوبة لتحقيقها.
تفاؤل وسط شكوك
أفادت مراسلة الشؤون السياسية في قناة “كان 11” غيلي كوهين أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية بأن هناك فرصاً حقيقية للتوصل إلى صفقة شاملة تشمل استعادة جميع المخطوفين.
في المقابل، وصفت يولان كوهين، مراسلة الشؤون الاجتماعية في القناة الـ 12، هذه التصريحات بأنها “دراماتيكية” وتبث الأمل لعائلات الأسرى، لكنها أشارت إلى تقارير متناقضة تشكك في صحة هذه الطروحات.
تناقض في المواقف الرسمية
تحدث داني ميران، والد أحد الأسرى الإسرائيليين، عن التناقضات في التصريحات الرسمية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وفداً من عائلات الأسرى بوجود صفقة قيد الإعداد، لكنه تراجع بعد ساعة واحدة فقط ليؤكد أن الصفقة غير مطروحة حالياً.
وقال ميران: “استخدام الحكومة عبارات مثل ‘ربما’ و’فرص’ يفتقر إلى الحسم، ويعكس تخبطاً في إدارة هذا الملف الحساس”.
أصوات داعمة ومعارضة للصفقة
أكدت إيليت فريش، مستشارة إستراتيجية ومحللة سياسية، في حديثها للقناة الـ 12 أن غالبية الجمهور والمجلس الوزاري المصغر يؤيدون وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة كجزء من صفقة شاملة.
لكنها أشارت إلى وجود معارضة داخل الحكومة لأسباب أيديولوجية، حيث يرفض البعض إنهاء العمليات العسكرية قبل تحقيق أهدافهم المعلنة.
من جهته، وصف رونين مانيليس، المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، تصريحات وزير الدفاع بأنها “ألاعيب علاقات عامة”، مشيراً إلى أن تحقيق الصفقة يتطلب تقديم تنازلات كبيرة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بما في ذلك وقف الحرب والتخلي عن بعض المناطق في غزة، وهو ما يعتقد أن نتنياهو غير مستعد للقيام به.
رفض التنازلات والعودة إلى التصعيد
في السياق ذاته، شدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر بشأن الحرب على رفض أي صفقة قد “تقوض إنجازات الحرب”.
وقال سموتريتش إن الحل الوحيد لاستعادة جميع الأسرى هو احتلال قطاع غزة بالكامل وإسقاط حكم “حماس”، معتبراً أن أي خطوة غير ذلك ستكون بمثابة استسلام.
إحباط متزايد بين عائلات الأسرى
تعكس هذه التصريحات المتناقضة حالة الإحباط التي يعيشها أهالي الأسرى الإسرائيليين، الذين يشعرون بعدم وضوح موقف الحكومة.
وأشار داني ميران إلى أن استخدام الحكومة لغة غير حاسمة يزيد من معاناة العائلات، مؤكداً أن “كل ما نسمعه هو تناقض بين ما يُقال لنا وما يُعلن على الملأ”.