عاد انقطاع الكهرباء في لبنان، ليعم عدداً كبيراً من أرجاء الدولة، بعد توقف محطات الإنتاج الرئيسة عن العمل، لعدم توافر الموارد المالية اللازمة للتشغيل.
كهرباء وقبض المستحقات
وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انقطاعاً عاماً وشاملاً للتيار قد يطول كامل المدن اللبنانية، بما في ذلك المرافق الحيوية، من بينها مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
كما أرجعت سبب ذلك إلى عدم تقاضي مشغل معملي الزهراني ودير عمار مستحقاته بالعملة الصعبة.
وقالت المؤسسة إن معمل الزهراني، المعمل الحراري الوحيد حاليًا المنتج للطاقة الكهربائية على الشبكة، توقف عن إنتاج الكهرباء عند الساعة 05:00 مساءً بالتوقيت المحلي.
كذلك أشارت إلى إنجاز كل الإجراءات الإدارية، وإحالة مدفوعات المعمل وفق قراري مجلس الوزراء لتسدد منذ نحو الشهر، إلا أنه حتى الآن لم تُصرف من قِبل الجهات المعنية.
الالتزامات المالية والتسديد
أوضح بيان كهرباء لبنان إلى أن قرارات مجلس الوزراء لم تخصص للمؤسسة منذ بداية العام (2022)، سوى مبلغ 60 مليون دولار فقط، لكل متعهدي المؤسسة، وهو مبلغ غير كافٍ لحجم الأعمال المطلوب تنفيذها.
وشددت المؤسسة على أنه إزاء الوضع الخارج عن إرادتها، فإن عدم صرف المبالغ المحددة بالعملات الصعبة إلى المتعهد سيؤدي إلى توقف معملي الزهراني ودير عمار عن العمل، دون إمكان إعادة وضعهما على الشبكة.
كما أشارت إلى أن الأمر سيفرض الدخول في انقطاع عام وشامل على الأراضي اللبنانية كافة، ما سيؤدي بدوره إلى توقف التغذية جبراً عن كل المرافق الحيوية الأساسية في البلد (مطار، ومرفأ، ومضخات مياه، وصرف صحي، والمرافق الأساسية في الدولة).
أزمة الكهرباء في لبنان
وأشارت مؤسسة كهرباء لبنان إلى “أنها كانت قد وضعت خطة إنتاجية واتخذت سلسلة إجراءات احترازية، للمحافظة على ديمومة إنتاج الطاقة بالحد الأدنى لأطول مدة ممكنة، لا سيما خلال مدة عيد الأضحى المبارك”.
لكن تلك الإجراءات لم تنفء بسبب “المشكلة التي طرأت عليها خارج نطاق قدرتها وصلاحياتها على معالجتها، وبالتالي لا يمكن حلها، ولو مرحلياً”.
ويعاني لبنان أزمة متكررة لانقطاعات الكهرباء، إذ لا تكاد تصل التغذية إلى نحو ساعتين فقط، ما يدفع المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الخاصة والمولدات.