الأربعاء, يناير 15, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسانهيار الوظيفة العامة

انهيار الوظيفة العامة

هاشتاغ – أيهم أسد

عندما تصبح الوظيفة العامة في خطر تصبح الإدارة العامة في خطر، وبالتالي يصبح وضع وتنفيذ السياسة العامة في خطر أكبر، فالموارد البشرية هي الحامل الأول والأخير لكل ما سبق، أي للوظيفة العامة والإدارة العامة والسياسة العامة.

لكن الواقع يقول إن الرغبة في الانتماء إلى الوظيفة العامة بات شبه معدوم، فعدم الإقبال على الوظيفة العامة، والتسارع الكبير في عدد الاستقالات، وحالات ترك العمل الفردية، كلها مؤشرات تدل على أن الوظيفة العامة أصحبت في خطر.

إذاً.. هل من يدرك اليوم حجم الخطر القادم والمتوقع على الإدارة العامة في سوريا مستقبلاً نتيجة ما بات يهدد الوظيفة العامة ذاتها؟

وهل من أحد يجهل اليوم أن الثقب الأسود في الوظيفة العامة هو الدخل المتحصل منها؟

وهل من لا يعرف أن الحد الأدنى للرواتب والأجور للموظفين في الإدارات العامة اليوم هو أدنى من خط الفقر بكثير؟

وهل من أحد لا يعرف أن الوظيفة العامة تخضع لعملية نزيف كوادرها بشكل يومي وواضح؟

وهل من أحد لا يعرف أن أي تشريع قادم حول الوظيفة العامة وأياً كانت تسميته لن يحل مشكلة الإدارة العامة لأن المشكلة في مكان آخر تماماً؟

وهل من أحد لا يعرف أن الإدارات العامة باتت تفتقد إلى الخبرات الشابة وأنها دخلت مرحلة الكهولة الإدارية؟
ونتيجة لذلك يمكن لنا أن نتساءل:

كيف يمكن لنا اليوم أن نشهد وضع سياسات عامة فعالة في ظل مورد بشري منهك وما عادت تعنيه الوظيفة العامة؟

كيف يمكن لنا اليوم أن نطلب من المورد البشري العمل بكفاءة وتميز خلال ثمان ساعات عمل يومياً وهو يدرك تماماً بأن قيمة عمله المادية لا تعادل إنفاق يوم واحد فقط؟

كيف يمكن لنا أن نطلب من المورد البشري الانتماء للوظيفة العامة والتحلي بسلوكياتها وهي التي لا تؤمن له ظروف العيش على حد الكفاف؟

كيف يمكن لنا أن نمنع الفساد السائد في الإدارات العامة في ظل بيئة مادية محفزة على الفساد بشكل كبير؟

أعتقد أن الجميع يعرف جوهر المشكلة ويعرف جوهر الحل، ولكن أحداً ما لم يقدم أي حل حقيقي حتى الآن، أو أن كل الحلول التي قدمت لم تكن كافية أبداً للحفاظ على ما تبقى من موظفي الإدارة العامة أو لجذب الجديد نحوها.

وأعتقد أكثر أن الوظيفة العامة على وشك الانهيار من ناحية الأداء إن لم يكن هناك حلولاً جذرية وحقيقية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة