قالت صحيفة “المدن” الالكترونية اللبنانية إن ثمة جوانب سرية و”مخفية” في الحرب الروسية الأوكرانية، هي معركة اختبار الأسلحة، لا يذهب شيء من نتائجها إلى وسائل الإعلام، بل إلى المختبرات العسكرية الكبرى السريّة”.
وتحدثت الصحيفة عن العديد من الدول التي أرسلت أسلحتها لتجريبها في الميدان، وهذه الدول ليست فقط روسيا والولايات المتحدة.
“بريطانيا في المقدمة، إذ أرسلت على نحو معلن صواريخ دفاع ساحلية لم تُجرب في أي حرب سابقة، وصواريخ محدّثة مضادة للدروع.”
وأرسلت فرنسا مدفعها الحديث “القيصر”. بل أن إيران منحت الروس منظومتها للدفاع الجوي من طراز “بافار 373″، المصمم بالهندسة العكسية لنظام إس-300 السوفياتي، لتجريبه في ميدان القتال الفعلي، وفقا للصحيفة.
وقالت الصحيفة إن الصورة لا تكتمل سوى بملاحظة ما يمكن وصفة بالهبّة العالمية لاختبار وتجريب الأسلحة الجديدة الفائقة والإعلان عنها، خارج ميدان الصراع المتفجر في أوكرانيا. فالأمر يتعدى التجربة الروسية لصاروخ سارمات العابر للقارات، والإعلان الأميركي عن قرب الانتهاء من تصنيع الطائرة الفائقة بلا طيار SR-72، التي ستفوق سرعتها سرعة الصوت بستّ مرات، فهذا قد يُعدّ نوعاً من التهديد والردع المتبادل المفهوم.
وتلفت “المدن” إلى أن دولا مختلفة بادرت للإعلان عما لديها في وقت واحد ومتزامن تقريباً، مثل كوريا الشمالية التي أعلنت عن تجربة صاروخية لنوع غير معروف سابقاً من الصواريخ التكتيكية، وإعلان البحرية الصينية عن اختبار صاروخ كروز جديد فرط صوتي مضاد للسفن، وإعلان الهند عن تجريب صاروخ كروز من طراز براهموس الأسرع من الصوت.
ورأت الصحيفة أن هذه الإعلانات المتوالية ليست استعراضاً مجانياً للقوة: “ليس من قواعد الحرب أن يكشف طرف ما عن أسلحته الجديدة، التي تعتبر أسراراً عسكرية، بل أن العكس هو الصحيح. والدقيق في حالتنا هذه أن هذه الكشوفات تأتي في سياق سباق تسلّح عالمي، تحسباً لحرب شاملة، قد لا تندلع الآن، وليس بالضرورة كتداعٍ مباشر للحرب الأوكرانية، لكن الأخيرة كشفت أن كل اسباب وعناصر اندلاعها متوافرة، وأقرب مما نتصور”.