يتهيّأ الأوروبيون لفصل شتاء صعب بالجوارب الصوف وخفض حرارة أجهزة التدفئة، بعد وصول واردات الغاز الروسي دون مستوياتها المعتادة، في واحدة من تبعات حرب أوكرانيا الأشد تأثيرًا على حياتهم اليومية.
سيتعيَّن على سكان القارة التعلّم من تجرِبة أقرانهم في لاتفيا الذين اعتادوا منذ يوليو العيش من دون الغاز الروسي. بعدما أوقفت موسكو ضخَّ المادة الحيوية إلى الجمهورية السوفياتية السابقة المطلة على بحر البلطيق.
خلال الأشهر الماضية، توقفت روسيا بالكامل عن ضخ الغاز الى بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا. وخفضت الكميات لدول أخرى بشكل كبير.
وستعلّق روسيا صادراتها من الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” لبضعة أيام أواخر الشهر الحالي. في ثاني توقف من نوعه خلال الصيف.
وعلى رغم أن موسكو تعلّل هذا الإجراء بأعمال الصيانة. إلا أن برلين سبق أن اتهمتها باستخدام موارد الطاقة كسلاح ضمن التوتر مع الغرب بسبب أوكرانيا.
وتراجعت كميات الغاز التي تم ضخّها عبر خط “نورد ستريم 1” في تموز/ يوليو الماضي بنسبة 70 في المئة عن الفترة ذاتها لعام 2021. حسب ما أفاد خبراء وكالة “فرانس برس”.
وتتوجس حكومات أوروبية من فصل شتاء تبقى فيه أجهزة التدفئة المنزلية بلا حرارة. وتوقف المصانع دورة إنتاجها.
ويرى أطراف غربيون أن الرئيس الروسي فلاديمير يوتين يستخدم موارد الطاقة كأداة في المواجهة مع الغرب. الذي فرض عقوبات ضد بلاده. على خلفية غزوها أوكرانيا منذ شباط/ فبراير.
وأدى خفض تدفق هذه الموارد إلى ارتفاع حاد في أسعار الغاز. ما انعكس زيادة في أسعار الكهرباء نظرًا لاعتماد العديد من محطات الإنتاج على هذه المادة لتوليد الطاقة.
وما زاد الطين بلّة، ارتفاع أسعار النفط، على رغم أنها عاودت الانخفاض بعض الشيء في الآونة الأخيرة.