الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةبانوراما لحدث واحد

بانوراما لحدث واحد

هاشتاغ_مازن بلال

المسألة السورية عالقة ضمن مسارها المغلق بعد عام من “برود” التعامل مع تفاصيلها، فالأزمة لم تعد ضمن الشكل التقليدي لتجاذب إقليمي يظهر في أي تفاوض، إنما جزء من تعقيد عام وصل مع نهاية العام إلى الشكل المأساوي في حرب غزة، فأوراق المنطقة باتت موجود في نتائج المعارك وأشكال التعامل الدبلوماسي مع الحرب القائمة بكل تشابكاتها، وإذا كان الحضور الأمريكي جزء من المشهد العام في حرب غزة، فهو الوحيد أيضا الذي يطرح تصورا قاتما لكل مشاكل المنطقة.

قبل أسبوع بدا الموقف الأمريكي في مسار مختلف؛ فالرئيس بايدن تحدث عن الحل الدائم للموضوع الفلسطيني، ورغم أن تصريحاته لم تضف جديدا لمسار العنف الذي تقوده “إسرائيل”، لكن الأمر الأساسي أن مرحلة ما بعد الحرب بدأت تظهر في الشكل الدبلوماسي الذي كان يبحث فقط عن “الهدن المؤقتة” و “الإفراج عن الرهائن”، و “اليوم التالي” لانتهاء الحرب الذي شغل الإدارة الأمريكية منذ اللحظات الأولى للعدوان على غزة هو ما بدأ يظهر في التعامل الأمريكي، وذلك قبل أقل من عام على نهاية ولاية الرئيس بايدن.

أقرأ المزيد: غزة.. حرب التحولات الإقليمية

عمليا فإن أي حل سياسي قادم لن يكون بعيدا عن الوضع في سورية، فالثقل الذي اكتسبته حرب غزة يتجاوز “الرهائن” وإنهاء “حماس” لأنه طرح منذ بداية طوفان الأقصى إمكانية كسر “الخطوط الحمراء” في المنطقة، ابتداء من اختراق الحدود “الإسرائيلية” ومرورا بتفوق الوحشية على أي جهد سياسي، ووصولا لتهديد الممرات المائية في البحر الأحمر، فإنهاء حماس كمهمة لحكومة نتنياهو هي في الواقع ترتيب أدوار متباينة في أزمات المنطقة، واختبار أساسي لفاعلية التعامل العربي مع كل مشاكل شرقي المتوسط.

بالتأكيد فإن الصراع اليوم هو على المهام السياسية التي يمكن لإدارة الرئيس بايدن التعامل معها قبل بدء الحملات الانتخابية، وهو ما يجعل “إسرائيل” أكثر تعنتا وفي نفس الوقت يدفع واشنطن لطرح عنوان خاص في الحملة الانتخابية مرتبط بقوة بحل الدولتين أو غيرها من الأمور المتعلقة بالمنطقة، والأزمة الأساسية هنا مرتبطة بأمرين:

الأول أن أي حلول سياسية لا تملك قاعدة إقليمية للانطلاق، فالنظام العربي الهش لم يعد قادرا على تبني واقع سياسي جديد والسير فيه كما حصل بعد “أوسلو” أو مؤتمر مدريد، والقوى الإقليمية المؤثرة تبدو بعيدة عن النظام العربي، فالحرب في غزة تخوضها “إسرائيل” ضد تنظيمات مسلحة يصعب رسم خارطة طرق معها دون وجود دول ضامنة مازالت مجهولة حتى اللحظة.

أقرأ المزيد: مأزق حرب غزة

الثاني أن أي طروحات سياسية قادمة لها شروط إقليمية ربما أهمها خفض التوتر ضمن المحيط الفلسطيني، وإيجاد شريك في ضبط الوضع على الأقل في “شمال إسرائيل”، ومن هذا المسار فإن الموضوع السوري يظهر ضمن التوازن المتوقع في أي حل سياسي.

كل المسارات التي بدأت في سورية أصبحت اليوم مرهونة بالتوتر الذي طرحته الحرب في غزة، فالولايات المتحدة تحتاج لحسم معارك كثيرة قبل الدخول في الحل السياسي، وهناك استحقاق إقليمي طرحه “طوفان الأقصى” لا يرتبط بالمعارك الحالية إنما بتوازن كامل في شرقي المتوسط.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة