كشفت مصادر سياسية في العاصمة العراقية بغداد بأن روسيا تضغط عبر سفارتها، لإحياء ملف أنبوب النفط، الذي يربط الحقول العراقية بميناء بانياس السوري، والذي توقف آخر مرة عن العمل منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ونقلت “سكاي نيوز عربية” عن مصادرها في بغداد إن “السفير الروسي لدى بغداد، إلبروس كواتراشين، التقى خلال الأيام الماضية، عددًا من الزعامات السياسية وقادة الكتل، وبحث معهم، آفاق إعادة تأهيل هذا الأنبوب”.
وحسب المصدر، فإن “كتلًا سياسية من قوى الإطار التنسيقي، رحّبت بالفكرة، لكنها اشترطت تسهيلات من الجانب السوري، أو المساهمة في عملية إعادة التأهيل”.
وخلال الأيام الماضية، أجرى سفير روسيا لدى بغداد عدة حوارات؛ إذ التقى الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وغيرهما.
ووفقاً لـ”سكاي نيوز عربية” فإن إعادة تشغيل هذا الأنبوب سيعود على روسيا بأرباح صافية، فبنفوذها وامتلاكها جزءًا من هذا الأنبوب، إنما ستكون تحكمت بجزءٍ وافرٍ من صادرات الشرق الأوسط نحو الدول الأوروبية، بعدما استولت على الأنبوب الذي يصدر إنتاج إقليم كردستان-العراق عبر ميناء جيهان التركي، إذ تملك شركة “روزنفت” الروسية ما نسبة 60 في المائة من الأنبوب.
وتتزامن المحاولات الروسية لإحياء خط النفط العراقي السوري في ظل توجه حكومي عراقي، نحو مشروع مد أنبوب البصرة – العقبة، في ظل الحوارات الجارية بين النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بينما تحدث نواب عن قيام مجلس الوزراء قبل أيام بتناول المشروع، وتقدير كلفته بـ9 مليارات دولار.
وتعارض قوى الإطار التنسيقي، والحشد الشعبي، هذا المشروع، ضمن سياستها الحادة تجاه الأردن، وتحسبًا من ذهاب النفط العراقي، نحو “إسرائيل”، لذلك لجأت إلى تقديم البديل، وهو إحياء خط أنبوب كركوك – بانياس.
وقال ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي في بيان الجمعة: “نتحفظ على غياب الشفافية والمعلومات الكافية والضمانات المناسبة التي تحفظ حقوق العراق في مشروع أنبوب البصرة – العقبة، لا سيما أن الحكومة الحالية تفتقر للصلاحيات القانونية بهذا الصدد، كونها حكومة تسيير أعمال يومية”.
وأضاف: “نحن مع تعدد منافذ تصدير النفط الذي من المؤمل بموجب عقود التراخيص أن يصل إلى كميات كبيرة، لذلك ندعم ضمن تعدد منافذ التصدير مشروع نقل النفط عبر ميناء طرطوس في سوريا، بعد استتباب الأمن هناك، والعمل على إصلاح الأنبوب الناقل عبر الأراضي السورية”.
تأسس أنبوب التصدير العراقي السوري، الذي يربط شبكة حقول النفط العراقية بميناء بانياس، من قِبل شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، واستُعمل لفترات متقطعة تاريخيًّا، تبعًا لشكل العلاقة التي ربطت كل من سوريا والعراق.
ومع اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية، توقف هذا الأنبوب عن العمل لفترة طويلة، وعاد إلى التشغيل في عام 1997، مع عودة العلاقات بين سوريا والعراق آنذاك، لكنها توقفت تمامًا منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، إذ يحتاج راهنًا إلى صيانة استراتيجية بسبب تأثيرات الحرب في كل من سوريا والعراق على بنيته التحتية.