بايدن وترامب يتسابقان لنسب الفضل في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. تنافس حاد قبل انتقال السلطة
zeina
أثار الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين “حماس” و”إسرائيل” تنافسًا علنيًا بين الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، حيث تسابق كلاهما لنسب الفضل في التوصل إلى الاتفاق، الذي أُعلن مساء الأربعاء خلال مؤتمر صحفي في الدوحة.
إعلان الاتفاق والجهود الدولية
أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي أن قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ بنود الاتفاق.
وقال الشيخ محمد إن الاتفاق جاء نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة لضمان إنهاء الحرب في غزة. كما عرض بنود الاتفاق الرئيسية التي تضمنت ترتيبات لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى بين الطرفين.
تصريحات بايدن: الفضل يعود لإدارتي
في خطاب وداع ألقاه مساء الأربعاء من مكتبه في البيت الأبيض، أكد جو بايدن أن التوصل إلى الاتفاق يعكس بشكل كبير الاقتراح الذي طرحته إدارته في مايو/أيار الماضي.
وعند سؤاله عمن يُنسب له الفضل في إعلان الاتفاق، أجاب بايدن ساخرًا: “هل هذه مزحة؟”، في إشارة إلى أن فريقه هو من طور الخطة وأدار المفاوضات.
وأضاف بايدن: “فريقي طوّر هذه الخطة وتفاوض عليها، وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، ولهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل”.
ترامب يرد: انتصارنا التاريخي هو السبب
في المقابل، سارع دونالد ترامب للإعلان عن أن الفضل في الاتفاق يعود إليه، مشيرًا إلى أن انتصاره في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أرسل رسالة واضحة إلى العالم بأن إدارته ستسعى إلى السلام وضمان سلامة الأميركيين وحلفائهم.
وفي منشور على منصات التواصل الاجتماعي، قال ترامب: “هذا الاتفاق الملحمي ما كان ليتم لولا انتصارنا التاريخي. العالم يعلم أننا ملتزمون بالسلام، وهذا الاتفاق دليل على ذلك”.
دور المبعوثين الأميركيين في التفاوض
أرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى الدوحة، حيث شارك في المحادثات على مدار الأيام الأربعة الأخيرة.
وفي إفادة للصحفيين، أشاد مسؤول كبير في إدارة بايدن بمبعوث ترامب ويتكوف، مشيرًا إلى أنه عمل جنبًا إلى جنب مع بريت ماكغورك مبعوث بايدن.
وكان ماكغورك متواجدًا في الدوحة منذ الخامس من كانون الثاني/يناير، مما يعكس تنسيقًا مشتركًا بين الإدارتين لضمان نجاح المفاوضات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن بايدن أصر على إشراك فريق ترامب في المفاوضات لضمان انتقال سلس للسلطة، مضيفة: “خلال الأيام القليلة الماضية، كنا نتحدث كفريق واحد”.
توقعات بشأن مستقبل المنطقة
رجّح بايدن في خطابه أن الاتفاق قد يمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن الاتفاق يمثل بداية مسار موثوق به لتحقيق هذه الدولة.
وقال بايدن: “بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، هذا الاتفاق يوفر أفقًا لدولة مستقلة. أما بالنسبة إلى المنطقة، فهو يمثل خطوة نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب، ومنهم السعودية”.
ختام المفاوضات
توجت جهود الوساطة التي استمرت لشهور بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار، وسط ضغوط من الإدارة الأميركية الحالية والمقبلة.
ورغم الخلافات السياسية بين بايدن وترامب، فإن تنسيق الجهود بين فريقيهما في هذه المفاوضات يعكس أهمية التوصل إلى اتفاق يحقق الاستقرار في المنطقة، وينهي معاناة سكان غزة التي استمرت لأكثر من عام.