قام الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة وصفت بالمفاجئة لأوكرانيا بعد ظهر اليوم 20 شباط/فبراير، والتقى في كييف، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصادر في البيت الأبيض، أنه قبل رحلة بايدن إلى كييف، اتصلت واشنطن بموسكو لاستبعاد أي صدام بين الطرفين.
واعتبرت الوكالة الأميركية، أن هذه الإجراءات كانت ضرورية لتجنب أي حسابات خاطئة، يمكن أن تؤدي إلى نزاع مباشر بين القوتين النوويتين.
وعليه، راقبت طائرات الاستطلاع الأميركية، سماء أوكرانيا من أجواء بولندا بينما كان بايدن في كييف.
“لكن دون أن تجرؤ على الاقتراب من الأجواء الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا بالكامل”.
وكان الرئيس الأميركي ينوي زيارة كييف في 24 شباط/فبراير، في ذكرى مرور سنة كاملة على العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
لكن، موسكو لم تعطِ الضوء الاخضر، لتزامن زيارة بايدن إلى كييف مع التواريخ الروسية، التي تحمل جميعها رمزية.
ولذلك، اضطر الرئيس الأميركي لتعديل برنامج زيارته إلى بولندا، مقتطعاً منها يومها الأول، للذهاب إلى كييف.
أما عن صفارات الإنذار التي دوّت أثناء تواجد بايدن في كييف، فلم يكن لها أي معنى، إذ “لم تقم روسيا بمهاجمة العاصمة الأوكرانية اليوم”.
الضوء الأخضر للرحلة
كذلك، ذكرت صحيفة “الغارديان” نقلاً عن مسؤولين في البيت الأبيض، أنه تم إعطاء الضوء الأخضر للرحلة، يوم الجمعة الماضي، بعد تلقي إحاطة أمنية نهائية. وهذا كان على مستوى عال من السرية.
وأعلن البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت روسيا أن بايدن ذاهب إلى كييف قبل ساعات قليلة من مغادرته.
وقال سوليفان: “لقد أبلغنا الروس بأن بايدن سيسافر إلى كييف. فعلنا ذلك قبل ساعات من مغادرته لعدم التضارب”.
وأضاف “وبسبب الطبيعة الحساسة لتلك الاتصالات، لن أخوض في كيفية ردها أو الطبيعة الدقيقة لرسالتنا، لكن يمكنني أن أؤكد أنا قدمنا هذا الإشعار”.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض ظل حذراً بشأن كيفية سفر بايدن إلى أوكرانيا، وفقاً لصحيفة “الغارديان”، إلا أن مسؤولاً أميركياً نقلت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” أن بايدن وصل إلى كييف بعد رحلة عبر المحيط الأطلسي إلى بولندا.
ومن ثم تم عبور الحدود بالقطار، وسافر لمدة 10 ساعات تقريباً إلى كييف بنفس الطريقة التي سافر بها مسؤولون أميركيون آخرون في الأشهر الأخيرة، ورؤساء دول مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وهو أيضاً طريق يستخدمه الصحفيون وعمال الإغاثة والدبلوماسيون مع إغلاق المجال الجوي المدني الأوكراني خلال العام الماضي.
ومع ذلك ، لم يتضح ما إذا كان بايدن قد استخدم محطة كييف الرئيسية أو محطة أخرى، حيث لم يرى أحد وفق “الغارديان”، أي علامة على إجراءات أمنية إضافية في محطة كييف المركزية.
وعند وصوله إلى كييف في الساعة 8 صباحاً، قابلت بايدن قافلة من المركبات المدرعة، يبدو أنها تم احضارها مسبقاً بسرية، وسارعت نقله عبر الطرق المغلقة إلى اجتماعه مع زيلينسكي.
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”، وافق الصحفيون المرافقون لبايدن على حجب تفاصيل الزيارة في الوقت الفعلي حتى مغادرته، بما في ذلك معلومات حول كيفية وصوله إلى العاصمة الأوكرانية.