هاشتاغ-رأي زياد شعبو
مرة قرأت اقتباساً سهلاً لـ جوزيه مورينهو من كتابه كرة القدم لغير الناطقين بها، في ذاك الاقتباس اجهتد مورينهو في تعريف بسيط لكرة القدم على أنها لعبة الأحاسيس والذكاء، وكذلك لعبة التعبير عن النفس البشرية.
لطالما نجح هذا الاقتباس في فهمي لكرة القدم بعيداً عن المنافسة والانتماءات المتباينة بين المشجعين، فهو تعريف يصلح لفهم التغيرات النفسية وما يلحقها على مستوى اللاعبين أو الأندية على حد سواء .
هذا ما كان الحال عليه في برشلونة، في حقبة ما بعد ميسي، عاش النادي فيها مرحلة ما بعد الصدمة و الإنفصال، كما النفس البشرية عند الفقدان والانفصال تترك أثراً من انعدام اليقين وفقدان الشغف والانغلاق وتمرير الوقت ببرود.
لا يمكن أن نخفف آثار انفصال ميسي على برشلونة مهما قلنا لأنه ميسي باختصار.
اهل مكة تغرق في شعابها
جربت إدارة النادي الكتالوني السابقة والحالية معالجة آثار هذا الانفصال، وإخراج النادي من كآبته فلم تفلح الأدوية ولا جلسات التفريغ النفسي، وجربت تجديد ” عفش المنزل” الكامب نو، للبدء بنفسية جديدة لكنها زدات الطين بلة وأوقعت النادي في كوراث مالية جعلت المشهد أكثر سوداوية تجاه مستقبل غير مدرك.
واستعان رب البيت خوان لابورتا بإسم سابق في تاريخ النادي،فلا يصلح حال البيت إلا من أهله فكان الخيار للمدرب تشافي هيرنانديز الذي بدأ مسرعاً ومتسرعاً وكأنه في حلم جميل فتاه عن إدراك واقع النادي وسرعان ما استيقظ من الحلم، و رحل عن النادي الذي أصبح أكثراً شكاً في قدرته على النهوض.
رجل ألماني شرس الطباع
لابورتا اختار الألماني هانسي فليك كمدير فني للنادي كاحتمال وحيد خارج عن المألوف، فدخل فليك إلى غرفة الملابس ليرتب الفوضى العارمة التي تركها خلفه تشافي، ثم انفرد باللاعبين تجهيزاً لفرض صوته على أصوات الشك داخل رؤوسهم.
وانتقل لمستوى آخر عمل فيه على إفساح المجال للرغبة بالفوز داخل التدريبات، فجعل من الضغط العالي المتناسق وسيلة لربط اللاعبين ببعضهم البعض داخل المباريات فظهر برشلونة تدريجيا كشخصية واحدة شرسة على الكرة بين أقدام الخصم.
وعلى التوازي كان عمله على شخصية رافينينا وبيدري والموهبة السمراء لامين يامال أحد أدوات فليك الأكثر إيجابية مما أظهر مميزات أكثر حسماً ووضوحاً .
في أقل من عام على مجيء فليك، انتعشت أحلام جماهير النادي وإدارته وحصد سريعاً نتائج مذهلة محليا بتصدره الدوري وأوروبيا أيضا بنتائج إيجابية .
أستمتع مع كل مباراة أشاهدها لبرشلونة بقيادة فليك، لقد نجح في إخراج النادي من أزمته النفسية واستنهض إمكانيات لاعبيه والمشروع مازال في أمتاره الأولى .
فهل ينجح بإكمال الطريق إلى خط النهاية السعيدة ؟