أعلن برنامج الأغذية العالمي “WFP” التابع للأمم المتحدة أن قرار تخفيض المساعدات الغذائية لسوريا ينبع من عجز الموارد المتوفرة عن مواصلة المستوى الحالي من المساعدة.
وأشار إلى أنه في ظل غياب أي دعم معتبر لمشاريع التعافي المبكر، سيظل الاعتماد على المساعدة الإنسانية مرتفعاً في حين يستمر التمويل في التضاؤل.
ورأى في نتائج “مؤتمر بروكسل للمانحين” الذي عقد مؤخراً في بلجيكا، فرصة لإعادة المساعدات لمستحقيها.. رغم رفض الاتحاد الأوروبي خلال المؤتمر رفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
والثلاثاء الماضي، أعلن “WFP”، عن تخفيض مساعداته الغذائية لنحو 2.5 مليون شخص بعد أن كان يقدمها لنحو 5.5 ملايين يعتمدون على المساعدات في سوريا.
وأرجع أسباب ذلك لأزمة نقص التمويل، بحسب ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
وجاء قرار البرنامج عشية انعقاد “مؤتمر بروكسل للمانحين” السنوي بنسخته السابعة الذي احتضنته يومي الأربعاء والخميس الماضيين العاصمة البلجيكية بروكسل تحت عنوان “دعماً لمستقبل سوريا والمنطقة”.
عجز في الموارد
وبالأمس نقلت المواقع عن مسؤولة برنامج الأغذية في سوريا لينا القصاب، قولها إن “البرنامج يقوم على التمويل الإنساني الطوعي”.
كما أشارت إلى أن قرار تخفيض المساعدات الغذائية “ينبع كلياً من عجز الموارد المتوفرة عن مواصلة المستوى الحالي من المساعدة”.
وحول المعايير التي اعتمد عليها البرنامج لاستبعاد العائلات من المساعدات وفق القرار، قالت القصاب
إن “البرنامج وشركاءه على الأرض ينفذون تقييماً منتظماً للعائلات.. إذ يقومون بمراجعة أهلية الأسر لتلقي المساعدة على أساس الاحتياج”.
ويستخدم البرنامج بيانات الاحتياج المتاحة لتحديد أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الغذائية، وفق القصاب.
ولن يستطيع البرنامج بحسب المسؤولة، تقديم أي تعويض للأشخاص الذين سيتم استبعادهم من الحصول على المساعدات الغذائية.. وسط غياب أي خطط بديلة، في حال عدم الوصول إلى مستوى الدعم المأمول من التمويل.
وإلى جانب الإغاثة الإنسانية الفورية، ستتطلب تلبية احتياجات الأسر السورية تدخلات طويلة الأجل للتعافي المبكر.. وجهداً مستداماً لتعزيز السلام والاستقرار وفرص كسب العيش، بحسب القصاب.
كما اعتبرت القصاب أن لدى البرنامج القدرة والحلول على الحد من اعتماد الناس على المساعدة الإنسانية.. إلا أنه في ظل غياب أي دعم معتبر لمشاريع التعافي المبكر، سيظل الاعتماد على المساعدة الإنسانية مرتفعاً في حين يستمر التمويل في التضاؤل.
وعولت قصاب على نتائج “مؤتمر بروكسل” وقالت:
“ربما تكون فرصة لبرنامج الغذاء العالمي لإعادة النظر في قراره في ضوء الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي.. فإذا حصلنا على موارد إضافية من المؤتمر فسنستخدمها للوصول إلى من هم بأمس الحاجة للمساعدة”.