تسود حالة من التوتر بخليج جزيرة “جيرسي” الحدودية بين بريطانيا وفرنسا، في أول نزاع فعلي على حقوق الصيد منذ البريكست، حيث أرسل البلدان سفناً حربية إلى الجزيرة، وسط دعوات فرنسية لفرض حصار على الصيد؛ احتجاجاً على الإجراءات الجديدة التي فرضتها المملكة المتحدة.
بحسب صحيفة “The Guardian” البريطانية، الأربعاء 5 مايو/أيار 2021، فإن لندن أقدمت على إرسال سفينتين حربيتين إلى جزيرة “جيرسي”، بعد تهديدات صيادين فرنسيين بفرض حصار على الصيد في تلك المنطقة.
جاء ذلك في رد الحكومة البريطانية “الغاضب” على ما قالت إنها “تهديدات غير متناسبة وغير مقبولة”، بعد أن طرح وزراء فرنسيون إمكانية قطع إمدادات الكهرباء عن الجزيرة البريطانية.
كما يخطط صيادون فرنسيون لمنع دخول البضائع إلى موانئ جيرسي أو الخروج منها احتجاجاً على “اللوائح الجديدة” للصيد التي يقولون إنها تهدد قدرتهم على كسب العيش.
وحذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من الحصار “غير المبرر على الإطلاق”، وكإجراء احترازي أرسل سفينتي الدورية البحرية التابعة للبحرية الملكية لمراقبة الوضع.
وفي مكالمة هاتفية مع مسؤول حكومي في جيرسي، شدد جونسون على الحاجة إلى وقف تصعيد التوترات، بالإضافة إلى الحوار بشأن مسألة الصيد.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير حكومي قوله إن فرنسا تؤكد أن المناورات البريطانية قبالة جزيرة جيرسي “لن ترهبها”.
أعقب ذلك إعلان السلطات البحرية الفرنسية نشر سفينتي دورية في موقع غير بعيد عن جزيرة جيرسي البريطانية.
وكانت وزيرة الشؤون البحرية الفرنسية أنيك جيراردين قالت إنها “شعرت بالاشمئزاز” من نهج الحكومة البريطانية، وإن “فرنسا مستعدة للرد”.
ويقول الصيادون الفرنسيون إنهم منزعجون من نظام الصيد الجديد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأنه يطلب منهم تقديم أدلة ووثائق تثبت أنهم سبق لهم الصيد في مناطق معينة للحصول على ترخيص لمواصلة الصيد.
وقد نظم الصيادون احتجاجات في موانئ فرنسية، ومنعوا بعض الأسماك من بريطانيا عن الدخول، ما أدى إلى تفاقم المشاكل التي يواجهها المصدرون البريطانيون بعد البريكست.
وكانت وكالة فرانس برس قد أفادت أن حوالي 100 سفينة صيد فرنسية ستبحر إلى ميناء جيرسي، الخميس، احتجاجاً على القواعد الجديدة للصيد.