Site icon هاشتاغ

بعد انتشار التنقيب وأجهزته.. مدير “الآثار والمتاحف” السورية يرفع الصوت: الوضع الحالي كارثي

بعد انتشار التنقيب وأجهزته.. مدير "الآثار والمتاحف" السورية يرفع الصوت: الوضع الحالي كارثي

بعد انتشار التنقيب وأجهزته.. مدير "الآثار والمتاحف" السورية يرفع الصوت: الوضع الحالي كارثي

هاشتاغ: علي خزنه

عادت شخصية “سعيد” المعروف بـ”ابن النايحة” التي ظهرت في مسلسل “بطل من هذا الزمان”، للظهور مجدداً في كافة المناطق التي قد تحتوي أي نوع من الآثار، حيث لطالما حلم “ابن النايحة” أن يشتري سيارة مرسيدس شبح و”يكزدر” على طريق المالكي حسب قوله في المسلسل.

انتشار أجهزة الكشف عن الآثار!

منذ سقوط النظام غزت أجهزة البحث عن الآثار والذهب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بسعر سجل مئات الدولارات، وشهدت إقبالاً كبيراً من المواطنين المتواجدين في مناطق حمص والساحل وريف دمشق والمناطق الجنوبية أيضاً.

في حين انتشرت فيديوهات وصور توثق وجود حالات حفر للعثور على الآثار والنقود الذهبية. فإن بعض الأجهزة دلت على الأكبال الكهربائية والنايلون بدلاً من الذهب، لعدم دقتها بشكل كبير.

“وضع كارثي”

وصف مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، محمد نظير عوض، خلال حديث مع “هاشتاغ” أن التنقيب العشوائي عن الآثار الذي يحدث في البلاد كارثي، وقد يؤدي إلى تدمير الأماكن الأثرية، والسويات والطبقات الأثرية، وقد يؤدي الى تدمير أماكن أثرية صغيرة ومتوسطة وكبيرة لاستخدام المنقبين آليات على نطاق واسع واستخدام أجهزة كشف المعادن بشكل كبير جداً.

وأكد عوض أنه تم إرسال عشرات الكتب إلى المحافظين ووزارة الداخلية والجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة ومكافحتها، ولكن هذا الأمر يتطلب وجود عدة أشياء، وهي غير متوفرة بشكل كامل، وخاصة في ظل وجود نقص في عناصر الشرطة.

مشيرا إلى وجود تعاون مع الجهات المعنية، ولكن الظاهرة منتشرة بشكل كبير في المناطق الجنوبية وفي كل البلاد.

وأوضح عوض أن عمليات الحفر تتم بمناطق أثرية أو غير أثرية، وهناك صور توثيقية على مواقع التواصل الاجتماعي تثبت عثور عدد من الباحثين على قطع أثرية ونقود وقطع فخارية.

المناطق الجنوبية أولا..

بين المدير العام للأثار والمتاحف أن أجهزة التنقيب تنتشر بشكل كبير في المناطق الجنوبية، وكل المناطق الغنية بالآثار أو المناطق التي يسميها المواطنين “الخربة” أو “الخربة الأثرية” والمناطق القديمة، وخلال فترة إن لم تعالج هذه الظاهرة سنكون أمام كارثة بكل ما للكلمة من معنى.

مشدداً على أن هذه الظاهرة ممنوعة قانونياً ولايتم ترخيصها تحت أي طائل، لأن التراث الثقافي السوري ملك للسوريين ولايجوز لأفراد الحفر والتنقيب عنه والتصرف به والمتاجرة فيه، مؤكداً أن هذه الآثار كنز وطني من واجب الدولة الحفاظ عليه واستثماره والتعريف به.

ولفت عوض إلى أنه وبعد تحرير البلاد وسقوط النظام دخل إلى البلاد المئات من الأجهزة، وتباع في بعض المحال منها محال في منطقة المزة، إضافةً إلى الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم شراء هذه الأجهزة واستخدامها للبحث عماهو ثمين، وهذا الأمر كارثي.

ولفت إلى أن الأجهزة المستخدمة ليست أجهزة دقيقة، حيث تعطي إشارة الى وجود معدن على مسافة معينة وفد يكون هذا المعدن حديد أو تنك أو أكبال كهربائية وهاتفية، وهناك معلومة وردت من جنوب البلاد بعد أن تم تخريب أحد الكبلات خلال الحفر.

لماذا الدولة لم تنقب سابقاً عن هذه الآثار؟

أكد مدير الآثار والمتاحف خلال حديثه مع “هاشتاغ” أن الدولة تقوم بالتنقيب عن الآثار بشكل منهجي وانتقائي وفي أماكن محددة وليس من المطلوب لأي دولة مالكة للتراث أن تنقب كل هذه الآثار وتخرجها في سنوات.

مضيفا أن هناك الكثير من المؤتمرات الدولية والعلوم، تطلب من الدولة مالكة الثروات الاحتفاظ بالتراث في بعض الأماكن، وبالتالي “لسنا مضطرين للتنقيب عليه وإخراجه كله دفعة واحدة” ، معتبرا أن الآثار ثروة وطنية ويجب أن تترك للأجيال القادمة والتكنولوجيا والتطور القادمين والعلوم بعض التلال والمناطق، إذ لايمكن أن تقوم أي دولة بالتنقيب عن كل آثارها وإخراجها وهذا علم مستمر فيه ديمومة وفيه حق للأجيال القادمة أن تقوم بالتنقيب باستخدام تقنيات وعلوم متطورة.

وختم المدير العام للآثار والمتاحف محمد نظير عوض بتوجيه نداء من خلال “هاشتاغ” إلى كل السوريين إلى عدم الضلوع بهذه المخالفات، والحد منها لأن الآثار ثروة وطنية وسرقتها وبيعها جريمة وكارثة وطنية، فهي ملك السوريين ولايجوز الاتجار بها.

Exit mobile version