تابعت أنقرة عملية إعادة هيكلة فصائلها في الشمال السوري، في خطوة تحاكي هيكلية “هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً” التي تسيطر على إدلب.
وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية، إن “أنقرة قد تسعى إلى استغلال ذلك في تبرير قيامها بالعملية العسكرية التي كانت قد أجّلتها مِراراً، ضدّ قسد في شمال سوريا.. وتوسيع الاحتلال التركي في اتّجاهات مختلفة، ولا سيما في شمال حلب وربّما في شرق الفرات”.
وأضافت إن ما كان قد بدر من أجواء تفاؤلية حول مساعي المصالحة بين دمشق وأنقرة، قد يتلقّى ضربةً كبرى. ويعيد الوضع في سوريا إلى سابق عهده من التوتّر الدموي.
في حين، أشارت بعض التحليلات الأخرى إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ارتفعت شعبيته في الآونة الاخيرة.. بفضل المشاركة النشطة في صفقة الحبوب التي كان فيها وسيطاً بين روسيا وأوكرانيا وموضوع مركز الغاز (الذي اقترحه الرئيس بوتين).. إذ يمكنه سعياً إلى زيادة شعبيته، الإقدام على مغامرة في السياسة الخارجية، والقيام بحرب سريعة مظفرة يمكن أن توفر له فرصاً إضافيةً في الانتخابات المقبلة.
وفي هذا الصدد، يرى الباحث السياسي الروسي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، العقيد المتقاعد سيميون باغداساروف، إنه “د”يمكن أن يكون هناك ثلاثة سيناريوهات قادمة للسياسة الخارجية التركية.. أكثرها احتمالاً هو خيار الحرب في الاتجاه السوري”. بحسب ما جاء في صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسيّة.
ويبرر باغداساروف بالقول إن روسيا مجبرة على إضعاف وجودها في سوريا، بعد الأحداث الأوكرانية، ولأسباب واضحة.. وبالتالي، الوضع مؤاتٍ لأردوغان بأن يخوض مغامرة جدية، في الاتجاه السوري، تصل إلى محاولة احتلال حلب.
وتتابع “إذا حدث هذا، وخضعت حلب لسيطرته، فسيغفر له الأتراك، الذين ينتقدونه بكل شيء، وسيصوتون له مرة أخرى.. لذا فإن خيار التصعيد في سوريا بسبب الهجوم الإرهابي في اسطنبول ممكن تماماً”.
وتشير التحليلات إلى أنه في حال استبعاد نظرية المؤامرة. فإن التفجير سيشكّل فرصة للرئيس التركي من أجل شنّ حملة تخوين على خصومه في الداخل.. المتهمين بالتعامل مع واشنطن ولندن، ولا سيما بعد زيارتَين لزعيم المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، أخيراً، إليهما.
وأيضاً تصعيد الهجوم على “حزب العمّال الكردستاني” من أجل تعزيز صورة البطل القومي والوطني. وهي توظيفات لم يتردّد أردوغان في استخدامها في أكثر من مناسبة سابقة منذ تولّيه السلطة.. ولا سيما بعد محاولة الانقلاب العسكري ضدّه في عام 2016.