قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن العاهل الأردني الملك عبد الله “شريك رئيسي” للولايات المتحدة وله “كامل دعمنا” وذلك وسط تقارير عن أن الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك، قد جرى استجوابه على الأرجح فيما يتعلق بمؤامرة مزعومة لزعزعة استقرار البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس، في رسالة بالبريد الالكتروني “نراقب التقارير عن كثب ونحن على اتصال بالمسؤولين الأردنيين. الملك عبد الله شريك رئيسي للولايات المتحدة وله دعمنا الكامل”.
وقال الجيش الأردني، اليوم السبت، إنه طُلب من ولي العهد السابق الأمير حمزة التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف “أمن الأردن واستقراره”.
وقال أشخاص مطلعون إن الأمر ربما يتعلق بمؤامرة لزعزعة استقرار الأردن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة.
من هو الأمير حمزة؟
كان الأمير حمزة وليا لعهد الأردن، منذ وفاة والده الملك حسين، وتسلم أخيه الأكبر، عبد الله الثاني بن الحسين، عرش البلاد عام 1999.
واستمر الأمير في منصب ولي العهد حتى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2004، عندما تم إعفاؤه لـ “يتمتع بالحرية بإنجاز مهام أخرى كانت مسندة إليه، آنذاك”.
وينص الدستور الأردني على أن توكل ولاية العهد إلى أكبر أبناء الملك، أي أن وضع الأمير حمزة في هذا المنصب كان استثناء للقاعدة الدستورية، وتنحيته عن المنصب كانت ترجمة للدستور.
وبموجب الدستور، بات أكبر أبناء الملك عبد الله الثاني، الأمير الحسين بن عبد الله، وليا لعهد البلاد بشكل تلقائي بعد إعفاء عمه الأمير حمزة من المنصب، إلا أن العاهل الأردني أكد على الأمر بإعلانه تولي نجله للمنصب، في عام 2009.
وولد الأمير حمزة، وهو الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، عام 1980، وهو أكبر أبناء الملك الراحل، الحسين بن طلال، من زوجته الملكة نور.
وعقب انتهاء دراسته الأساسية في الأردن، التحق بمدرسة هارو الثانوية في بريطانيا، وانضم بعدها لأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية.
وفي نيسان/ أبريل 2016، تسلم الأمير حمزة قيادة فصيل في السرية الثالثة ضمن صفوف كتيبة المدرعات الملكية، والتي كان الملك عبد الله الثاني قد استلم قيادتها عندما كان في بداية مسيرته العسكرية.
وفي نهاية 2017، انتقد الأمير قرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بنقل السفارة الأميركية لدى “إسرائيل” من تل أبيب إلى القدس، وغرد عبر “تويتر” مستنكرا الأمر، آنذاك.
وأشار الأمير، في 2018، إلى مزاعم فساد في الأردن، وانتقد الأداء الحكومي في مجال الاقتصاد، ما أثار جدلا واسعا حينها.
وبينما لم يكن للأمير حمزة نشاط سياسي مباشر، شارك في بعض المناسبات التي ألقى فيها خطابات باتت متداولة على نطاق واسع وحظيت بشعبية واسعة في الأردن.
ولاقت كلمة ألقاها في حفل تخريج طلاب مدرسة، في العاصمة عمّان، رواجا هائلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان قد تحدث فيها عن صعوبة الأوضاع التي يعيشها الشعب، وعن الفساد الذي تشهده البلاد.
وحظيت صفحة غير رسمية على موقع “فيسبوك”، تحمل اسم الأمير حمزة، بتفاعل واسع مع نشرها لصور ومقاطع فيديو تظهر زيارات الأمير إلى مختلف المناطق الأردنية وقربه من فئات كبيرة من الشعب ومشاركته بمناسبات لعائلات أردنية، ووضعته في دائرة الضوء على مدى الفترة الأخيرة.
وكرر الأمير في تغريداته وتصريحاته، وحتى في الفيديو الأخير الذي نشره، السبت، أمر “القسم” الذي أداه أمام والده، قبيل وفاته، والذي تعهد فيه بأن يحافظ على الأردن وأن يكون مخلصا لها ولشعبها، الأمر الذي اعتبره البعض تلميحا إلى دور سياسي يرغب الأمير بخوضه.
وتزوج الأمير عام 2003 من الأميرة نور بنت عاصم بن نايف، ورُزق منها بمولودة عام 2007، إلا أنهما انفصلا عام 2009.
وتزوج الأمير مرة أخرى من مدربة الطيران، الأميرة بسمة بني أحمد، في 2012، ورزق منها بأربع مولودات إناث ومولود ذكر.
وتولى الأمير العديد من المناصب في بلاده، شملت الرئاسة الفخرية للاتحاد الأردني لكرة السلة. وعُين في منصب الرئيس الأعلى لمؤسسة البيت للفكر الإسلامي، بالإضافة إلى توليه مهام رئيس مجلس أمناء متحف السيارات الملكي، والنادي الملكي للرياضات الجوية.