الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةثقافة وفنبعد مسيرة حافلة.. "السفير" طلال سلمان في ذمة الله

بعد مسيرة حافلة.. “السفير” طلال سلمان في ذمة الله

توفّي ناشر صحيفة “السفير” طلال سلمان في مستشفى الجامعة الأمريكية بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ85 عاماً.

ونعى عدد كبير من الزملاء “الأستاذ طلال” الذي عاصر فصولاً صعبة في المهنة ومِحَنْ لبنان.

أصدر الراحل في 26 آذار/مارس 1974 جريدة “السفير” في بيروت، وهي يوميّة سياسيّة مستقلّة حملت شعار “جريدة لبنان في الوطن العربيّ وجريدة الوطن العربيّ في لبنان”.

كما حملت شعاراً مواكباً برسم الكثرة الغالبة “صوت الذين لا صوت لهم”.

فشكَّل منذ عقود مرجعيّة إعلاميّة في الشؤون العربيّة واللبنانيّة تحظى بالتقدير، وبالتأثير في الرأي العامّ.

مسيرة حافلة وشاقة

وُلد طلال سلمان في بلدة شمسطار عام 1938، والده إبراهيم أسعد سلمان، ووالدته فهدة الأتات.

تزوّج عام 1967 من عفاف محمود الأسعد، من بلدة الزراريّة في جنوب لبنان، ولهما: هنادي، ربيعة، أحمد، وعلي.

يصف طلال سلمان خطواته على الطريق إلى الصحافة بمقدار ما يصف حال الصحافة اللبنانيّة وتطوّر مسيرتها لتصير “صحافة العرب الحديثة”.

أمّا مسيرته فمسيرة شاقّة، بدأت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي لـ”واحد من متخرّجي بيروت عاصمة العروبة”، كما يصف نفسه في سيرته، استهلّها مُصحّحاً في جريدة “النضال”.

بعدها عمل مخبراً صحافيّاً في جريدة “الشرق”، ثمّ محرّراً فسكرتيراً للتحرير في مجلّة “الحوادث”، فمديراً للتحرير في مجلّة “الأحد”.

وفي خريف العام 1962 ذهب إلى الكويت ليصدر مجلّة “دنيا العروبة” عن “دار الرأي العامّ” لصاحبها عبد العزيز المساعيد.

العودة إلى بيروت

لكنّ الرحلة لم تطل لأكثر من ستّة أشهر، عاد بعدها إلى بيروت ليعمل مديراً لتحرير مجلّة “الصيّاد” ومحرّراً في مجلة “الحرّية”، حتّى تفرّغ لإصدار “السفير” في 26 آذار/مارس 1974.

كما كان عضواً في مجلس نقابة الصحافة اللبنانيّة منذ العام 1976 حتّى العام 2015.

كذلك اشتهر أيضاً بحواراته مع غالبيّة الرؤساء والقادة والمسؤولين العرب.

تتميّز شخصيّته كإعلاميّ بمزيج من رهافة الوجدان السياسيّ والصلابة في الموقف، ما عرّضه إلى ضغوط متزايدة بلغت أوجها في نجاته في 14 تموز/يوليو 1984 من محاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجراً، تركت ندوباً في وجهه وصدره.

وكانت سبقتها محاولات لتفجير منزله، وكذلك عمليّة تفجير لمطابع “السفير” في الأوّل من تشرين الثاني/نوفمبر 1980.

حاز جائزة الديبلوماسيّ والمستشرق الروسيّ فيكتور بوسوفاليوك الدوليّة المخصّصة لأفضل نقل صحافيّ روسيّ وأجنبيّ للأحداث في الشرق الأوسط، وتسلّم الجائزة في 7-11-2000.

وفي سنة 2004، في الذكرى الثلاثين لإصدار “السفير” كرّمته المؤسّسات الثقافيّة والنوادي في أنحاء لبنان كلّه.

وفي 7 أيّار/مايو 2010 منحته كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة درجة الدكتوراه الفخريّة تقديراً لدوره المتفرّد في الصحافة والإعلام والأدب الصحافيّ.

في الرابع من كانون الثاني/يناير 2017، اختار طلال سلمان بملء إرادته إطفاء شمعة “السفير”، وأراد أن تكون افتتاحيّة العدد العشرين قبل 43 سنة، هي افتتاحيّة العدد الأخير “لعلّها تكون أطيب تحيّة وداع”.

في حين جاء فيها: “يحقّ لنا أن نلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وبصدق: شكراً”.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة