هاشتاغ_ نور قاسم
يزداد مؤخراً الحديث عن الأخطاء الطبية في سوريا بعد حادثة وفاة الطفل جود سكر في إحدى المشافي الخاصة بدمشق.
وتجزم والدة الطفل بأن ابنها توفي إثر الخطأ الطبي منالمادة المخدرة التي تم حقنه بها.. بالرغم من إخطار الأطباء في المشفى حينها عن حالة طفلها المصاب بالربو للانتباه أكثر قبل إدخال أي مادة إلى جسده يمكن أن تؤثر سلباً.
أحكام مسبقة
رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء في سوريا الدكتور عماد سعادة عدَّ أن المشكلة بإصدار الأحكام المسبقة مباشرةً من قِبل العامة أثناء أي حادثة على أنها خطأ طبي أو خلاف ذلك تبعاً لما يُطرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل صدور الحكم النهائي حولها من قِبل الجهات المعنية بالأمر.
وقال سعادة ل”هاشتاغ” إن قضية الطفل المتوفي جود سكر متَابعة من الوزارة والقضاء والنقابة.
وأشار سعادة إلى وجود إشكالية ولِبس بين الخطأ الطبي والاختلاط. فإذا ما تم إعطاء الدواء لأحد المرضى بعد سؤاله عن حالته الصحية في حال كان يعاني من أي شيء أو يتناول دواءً معيناً ومن ثم تحسس جسده للدواء المعطى له.. فهذا ليس خطأً طبياً وإنما اختلاط يمكن أن يحصل أيضاً أثناء أي إجراء جراحي.
استمرار التدريب والتأهيل
وبين سعادة بأن الفكرة التي تقول بتأثير سنوات الحرب على الأداء الطبي وتحديداً على الخريجين منهم خلال هذه الفترة هي مغلوطة وبعيدة عن الحقيقة. فالمستوى الطبي لم يتأثر طيلة فترة الحرب. ولاسيما مع استمرار التدريب والتأهيل الطبي الذي لم يتوقف في أي سنة من السنوات السابقة.
وأشار إلى أن الأخطاء الطبية تحصل في جميع أنحاء العالم وحتى في الدول المتقدمة مع أي ممارس طبي ، موضحاً أن معظم الممارسين الحاليين للطب في سوريا هم من القدامى ذوي الخبرة.
واستدرك بالقول إنه لا يمكن الإنكار سوء الظروف في البلد حالياً بسبب ما مر من حرب ومصاعب أدت إلى تراكمات كان لها نتائجها العكسية ، ولكن هذا لا يعني أن كل من يعاني من اختلاط أو خطأ طبي فبسبب الأطباء الذين تخرجوا خلال فترة الحرب
نسبة الاختلاط أعلى
ولفت سعادة إلى أنه كلما ازدادت الخبرة فاحتمال الخطأ يقل ولكن الاختلاط قد يحصل. إذ أن أي مريض سيتعرض إلى عمل جراحي معين ولديه مشاكل صحية عديدة فحينها نسبة الاختلاطات لديه ستكون أعلى من شخص آخر معرض لذات العمل للجراحي ولكنه لا يشكو من أي عارض صحي آخر.
يُذكر أن محامي عائلة الطفل جود سكر بسام قشمير قال لإحدى الإذاعات المحلية إن فني التخدير ادعى أنه طبيب، وأجرى التخدير له بغرفة الأشعة وليس في غرفة العمليات دون انتظار الطبيب المختص، جازماً بأن المادة المستعملة خاطئة وقاتلة لمرضى الربو، وأحدثت الأذية الدماغية مما أدت لدخول الطفل في موت سريري ومن ثم وفاته.