عاد جهاد الحسين نجم منتخب سوريا السابق، مرة أخرى إلى بلاده، بعد 14 عاماً من الغياب، منذ دخوله قائمة المطلوبين لدى النظام السوري السابق، بسبب مواقفه المساندة للثورة.
ورفض الحسين “42 عاماً” اللعب مع منتخب “نسور قاسيون” خلال السنوات السابقة، نتيجة استمرار قمع الشعب السوري.
وأصدر نادي الكرامة بيان جاء فيه: “ابن الكرامة الحر، الكابتن جهاد الحسين، خير ما أنجبت مدرسة الكرامة وحمص العدية خلقاً ولعباً، عائداً إلى وطنه المحرر، ومسقط رأسه، عائداً لمحطة الانطلاق الأولى، حيث نثر سحره وفنه وأخلاقه، حيثما حط الرحال، ونظرت إليه العيون، واستمعت إليه الآذان”.
استقبال كبير
تلقى الحسين استقبالاً كبيراً من أبناء مدينته في حمص الذين احتفلوا بعودته، فيما ظهر أسطورة نادي الكرامة السابق، مرتدياً الزي الرسمي لفريقه الذي قدمه للجماهير الرياضية العربية.
في حين رفع قائد خط الوسط علم سوريا، وردّد هتافات الثورة وسط أجواء رائعة وحماسية.
وعبر الحسين عن سعادته الغامرة بهذا الاستقبال الحار، مؤكداً أن العودة إلى حمص ومقر نادي الكرامة تمثل له الكثير.
وقال: “الكرامة هو بيتي الأول، وهنا بدأت مسيرتي الكروية، وأنا سعيد للغاية بهذه الفرصة للعودة إلى أحبائي وجماهيري”.
كما أضاف: “أشكر كل من حضر لاستقبالي، هذا الحب الكبير يدل على وفاء الجماهير الكراماوية، وأعدهم بأن أكون عند حسن ظنهم”.
دعم الثورة
يعد الحسين أحد أبرز نجوم كرة القدم الذين قاوموا الضغوط الأمنية من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بعدما رفض اللعب في صفوف منتخب سوريا.
ودعم الحسين الثورة السورية، التي انطلقت في شهر آذار/مارس عام 2011.
وكان اللاعب قد وضع شرطاً للعب مع المنتخب السوري عام 2012 عندما جرى التواصل معه، بأنه يوافق على اللعب في حال استقال الأسد من منصبه.
ويتمتع الحسين بشعبية كبيرة بين أبناء مدينة حمص بشكل خاص، والشعب السوري في باقي المحافظات.
المسيرة الكروية
بدأ جهاد مسيرته الكروية في نادي الكرامة السوري، حيث تألق بشكل لافت للنظر وأصبح أحد أبرز لاعبي الفريق.
وساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية مع الكرامة، وحصل على لقب أفضل لاعب سوري عدة مرات.
ولم يكتف الحسين بالنجاح محلياً، بل انتقل إلى عدة أندية عربية مثل نادي القادسية الكويتي ونادي التعاون السعودي، حيث واصل تألقه وساهم في تحقيق العديد من الإنجازات.
كما مثل منتخب سوريا في الكثير من البطولات، وكان أحد الركائز الأساسية للفريق.
وبعد اعتزاله في سن مبكرة، لم يبتعد الحسين عن عالم كرة القدم، بل انتقل إلى مجال التدريب.
حيث تولى تدريب العديد من الفرق، وأظهر كفاءة عالية في هذا المجال.
عودة اللاعبين
يذكر، أن عدداً من نجوم كرة القدم السورية السابقين الذين يقيمون خارج البلاد، يخططون للعودة إلى بلدهم المحرر، بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
وسيعمل هؤلاء اللاعبين سوياً على إحياء كرة القدم المحلية، وتقديم المساعدة للاتحاد الرياضي العام، الذي يعمل منذ أيام على إعادة تأهيل الرياضة في البلاد.