الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةبفضله حجزت البرازيل موقعها ضمن أكبر اقتصاديات العالم ... ماهي قصة دا...

بفضله حجزت البرازيل موقعها ضمن أكبر اقتصاديات العالم … ماهي قصة دا سيلفا “بطل الفقراء”؟

تم يوم الأحد 1 كانون الثاني/يناير 2023 تنصيب اليساري لويس ايناسيو لولا دا سيلفا رئيساً، للبرازيل للمرة الثالثة، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام مجلس الشيوخ.

ويتولى لولا، مرة جديدة رئاسة أبرز قوة في أمريكا اللاتينية، وهو الذي كان يوماً شاباً خجولاً غير مهتم بالسياسة.

طرح دا سيلفا العديد من برامج الإصلاح الإجتماعي لحل العديد من المشاكل، بما في ذلك الفقر، ولعب دوراً هاماً في تطور العلاقات الدولية، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني ومشكلة الاحتباس الحراري.

ووصف بأنه “رجل صاحب طموحات وأفكار جريئة من أجل تحقيق توازن القوى بين الأمم”.

ويقول جون فرينش، أستاذ التاريخ في جامعة ديوك في الولايات المتحدة ومؤلف سيرة لولا دا سيلفا: “لولا ظاهرة سياسية وانتخابية مثيرة ينبغي أن يدرسها العالم ويهتم بها اهتماماً بالغاً”.

نهضة البرازيل تحت حكم لولا دا سيلفا

يحظى الرئيس لولا دلا سيلفا بشعبية كبيرة في البرازيل وخاصة الطبقة الفقيرة وأطلقوا عليه لقب “بطل الفقراء” نظراً لعمله البطولي من أجل فقراء البرازيل حيث استطاع إقناع العديد من رجال الأعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء.

عندما فاز دا سيلفا أول مرة برئاسة جمهورية البرازيل سبب هذا خوفاً في قلوب الرأسماليين وغضب اليمينيين وذلك بسبب فكر دا سلفا الاشتراكي اليساري، ولكنهم وبعد فترة قصيرة تنفسوا الصعداء.

وبينما كانت البرازيل على شفا الهاوية، أصبحت الآن تتمتع بفائض كبير من الدولار وأصبحت صاحبة أقل نسبة غلاء من دول العالم الثالث، وذلك بفضل مجهودات دا سيلفا.

كما يعتبر لولا دا سيلفا خبيراً اقتصادياً، وفقاً للعديد من التقارير برغم افتقاره للخلفية الأكاديمية.

لقد اقترح دا سيلفا تمويل برنامج لمكافحة الفقر من خلال فرض ضريبة على صفقات الأسلحة في العالم.

لعب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا دوراً كبيراً في النهوض بالبرازيل وذلك من خلال الخطة الذي رسمها لذلك والمتمثلة في النهوض باقتصاد البرازيل وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحديث الجيش.

الاقتصاد

لقد عانت البرازيل الكثير من المشكلات الاقتصادية، حيث ارتفعت معدلات التضخم بقدر كبير، وارتفعت نسبة الفقر والبطالة وأيضاً المجاعات.

ولكن بعد أن أصبح دا سيلفا رئيساً حدثت تحولات كبيرة في اقتصاد البرازيل وذلك بفضل المنهج الذي وضعه لبناء الدولة، وهذا المنهج يتمثل في الديمقراطية والسياسة المتوازنة بين البرامج الاجتماعية للأسر الفقيرة إلى جانب التصنيع والتصدير وذلك اعتماداً على عدد كبير من الشركات العملاقة.

وبفضل هذا المنهج الذي سار عليه لولا دا سلفيا أصبحت البرازيل تحتل المرتبة الثامنة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم.

وبفضل مجهودات الرئيس دا سيلفا أصبحت البرازيل من ضمن قائمة الدول المؤثرة في الخمس عشرة سنة المقبلة.

وهناك توقعات بأنه بحلول عام 2040م سيكون اقتصاد البرازيل أكبر من اقتصاد ألمانيا واليابان معاً، نظراً لمقوماتها الاقتصادية الضخمة في مجالات الزراعة والصناعة والاكتشافات البترولية الجديدة.

واستطاع إخراج أكثر من 20 مليون شخص من تحت خط الفقر وتحسين حالتهم المادية.

وبالرغم من انهيار البورصة البرازيلية عندما فاز دا سيلفا بالرئاسة، وانخفاض سعر الريال البرازيلي مقارنةً مع الدولار، إلا أن دا سيلفا نجح في احتواء رجال الأعمال بالتوازي مع برامج مكافحة الفقر .

وقد استعان الرئيس لولا دا سيلفا بمجموعة من المستشارين الأكفاء في المجال الاقتصادي.

واعتمد على مجموعة من الشركات الكبيرة التي تنتج السيارات والطائرات، بالإضافة إلى مصانع المنتجات الغذائية مثل اللحوم والدواجن.

العدالة الاجتماعية

وفي ظل المشكلات الاقتصادية التي عاشتها البرازيل من ارتفاع نسبة البطالة والفقر وارتفاع معدلات التضخم اتسعت الفجوة بين طبقات المجتمع الغنية والفقيرة.

ولكن لولا دا سيلفا استطاع التغلب على كل هذه المشاكل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وذلك من خلال فرض الضرائب التصاعدية.

ونجح في توفير ما يقارب 60 مليار دولار خصصها لمساعدة الأسر الفقيرة والقضاء على ظاهرة توارث الفقر.

وقد نجح الرئيس لولا دا سيلفا في تطبيق برنامج “بولسا فاملى”، وهو برنامج لتحسين الأوضاع الاجتماعية، حيث حُسِّنَتْ أوضاع 8 ملايين أسرة فقيرة، وذلك بتوفير دخل بحد أدنى 160 دولار.

ولقد بلغت تكلفة هذا البرنامج أكثر من 80 مليار ريال برازيلي. وتم تمويل هذا البرنامج من خلال الضرائب التصاعدية التي تمثل أكثر من 40 بالمائة.

واشترط على كل الأسر المستفيدة من هذا البرنامج أن يواظب أبنائهم على الدراسة. والهدف الأساسي من تطبيق هذا المشروع هو تخفيف وطأة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية.

كما قام بوضع العديد من البرامج الاجتماعية التي أسهمت إلى حد كبير في التقدم الذي حدث في البرازيل.

الجيش

قام الرئيس لولا دا سيلفا بتحديث الجيش البرازيلي، حيث أصبح أكبر جيش في قارة أمريكا الجنوبية ويتكون من 370 ألف عسكري .

وطبّقت البرازيل نظام التجنيد الإجباري لمن هم في سن 21 إلى 45 عاماً وذلك خلال مدة تتراوح ما بين 9 إلى 12 شهراً.

أما فيما يخص المتطوعين في الجيش فهؤلاء تبدأ خدمتهم من سن 17 عاماً.

نشأة لولا دا سيلفا وبداياته

ولد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في 27 تشرين الأول/أكتوبر 1945، وتختلف نشأته وطفولته عن باقي الزعماء.

نشأ لولا دا سيلفا في أسرة فقيرة، أصلها من الشمال الشرقي للبرازيل، وقد كانت طفولتة قاسية.

وعاش مع والدته في غرفة واحدة في منطقة فقيرة في ساو باولو، بعيداً عن والده الذي تزوج ابنة عمه، التي عاش معها قصة حب سرية.

ولقد لعبت أريستيدس، والدة دا سيلفا دوراً كبيراً في حياته وتكوين شخصيته، واعترف بذلك قائلاً: “لقد علمتني أمي كيف أمشي مرفوع الرأس وكيف احترم نفسي حتى يحترمني الآخرون”.

بدأ لولا دا سيلفا مشواره التعليمي في سن مبكر، ولكنه توقف عن التحصيل الدراسي في سن العاشرة من عمره بسبب الفقر الشديد والظروف الصعبة التي كانت تمر بها العائلة.

ولكن تلك الظروف الصعبة ساهمت في بناء شخصيته، وظهر هذا عندما تولٌى حكم البرازيل ووجه اهتماماً كبيراً للفقراء.

يتمتع لولا دا سيلفا منذ شبابه بالصبر والتحمل وكان يؤمن بالروح الثورية والتغيير، نتيجة للظروف الصعبة التي مرّ بها في طفولته، والتي اضطرته للعمل كماسح للأحذية لفترة طويلة في شوارع ساوباولو، وكصبي في محطة وقود، ثم حرفي في ورشة.

وبعد ذلك ميكانيكي سيارات، وبائع خضروات، ولكن كل هذه الظروف جعلت منه رجلاً قوياً.

وانتهى به الحال كمتخصص في التعدين بعد التحاقه بمعمل “فيس ماترا” حيث نجح في الحصول على دورة تدريبية لمدة 3 سنوات من هناك.

لولا دا سيلفا في نقابة عمال الحديد

تعرّض لولا دا سيلفا لحادثة في سن الـ 19 من عمره، أثناء عمله في إحدى مصانع قطع الغيار للسيارات، أدت إلى فقدانه أصبعه خنصر في يده اليسرى.

وكان السبب في هذا هو إهمال صاحب المصنع الذي كان يعمل به. بعد هذا الحادث انضم دا سيلفا إلى نقابة عمالية بهدف تحسين أوضاع العمال، لأنه عانى الكثير ليحصل على علاج.

وأثّرت تلك الحادثة في نفسية لولا، حيث بدأ يفكر في حق العمال، ومدى أهمية العدالة الاجتماعية بين مختلف الطبقات.

وهذا الأمر دفعه للمشاركة في اتحاد نقابة العمال، بهدف الدفاع عن حقوق العمال وتحسين مستواهم وليحررهم من قسوة أصحاب الأموال عليهم.

وظهر اجتهاد دا سيلفا في أوائل العشرينيات من عمره، عندما مارس العمل النقابي ونجح فيه بمساعدة أخيه فريرا دا سيلفا.

واستطاع أن يحتل منصب نائب رئيس نقابة عمال الحديد في عام 1967م بعد أن تخلى أخوه عن المنصب. بعد ذلك تم انتخاب لولا رئيساً للنقابة في عام 1978م.

وفي عام 1986م أُنتخب نائباً عن ولاية ساو باولو، وفي عام 1988م شارك في صياغة الدستور.

في 10 شباط/فبراير عام 1980م أسس دا سيلفا مع عدد من المثقفين والسياسيين حزب العمال، وهو حزب يساري يؤمن أعضائه بالأفكار التقدمية.

كما انضم إلى الحملة التي طالبت بإجراء تصويت شعبي مباشر في انتخابات الرئاسة البرازيلية، حيث كان يتم انتخاب الرئيس في ذلك الوقت عبر الكونغرس وفقاً لدستور عام 1967م.

وتم إجراء أول انتخابات بالاقتراع الشعبي المباشر في عام 1989م بعد نجاح الحملة.

كفاح لولا دا سيلفا من أجل السلطة

في عام 1989 عقدت أول انتخابات رئاسية مباشرة منذ الانقلاب العسكري في عام 1964، ورشّح نفسه للرئاسة لكنه هُزم في الجولة الثانية ضد مرشح الحزب الوطني فيرناندو كولور ميلو الذي حظي بدعم كبير من الناخبين الذين شعروا بالخوف من احتمال قيام دولة تميل إلى الاشتراكية بقيادته.

وبالرغم من هزيمته إلا إنه حافظ على موقعة وعلى حزبه في البرازيل وفي الخارج.

وفي عام 1994م أعاد ترشيح نفسه للرئاسة، إلا إنه خسر من الجولة الأولى، ورشح نفسه أيضاً في انتخابات عام 1998م وخسرها للمرة الثالثة من الدور الأول، ولكنه أصبح قوياً في المعارضة وكان حزبه حزب العمل ينمو باستمرار.

وبالرغم من الهزيمة في ثلاث دورات انتخابية متتالية، استمر دا سيلفا في الترشح للمنصب عدة مرات حتى نجح في التفوق على منافسيه.

وتم انتخاب لولا دا سيلفا رئيساً للجمهورية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2002، بعد أن حصل على أكثر من 51 مليون صوت بنسبة 62 بالمائة من إجمالي عدد الأصوات ليصبح أول رئيس يساري منتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل في 15 شباط/نوفمبر عام 1889.

وفي عام 2006م، لم يحصل لولا دا سيلفا على أغلبية الأصوات في دورة التصويت الأولى من انتخابات الرئاسة، ولكنه فاز في الدورة الثانية.

وبذلك حصل دا سيلفا على ولاية ثانية في شباط/نوفمبر عام 2006 بعد أن حقق فوز بنسية 60 بالمائة من إجمالي أصوات الناخبين، وبقي في منصب الرئيس حتى 1 كانون الثاني/يناير 2011.

مرض لولا دا سيلفا

في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2011 أُصيب دا سيلفا الذي كان من المدخنين لأكثر من 40 عاماً بورم خبيث وخضع للعلاج الكيميائي حتى تعافى من المرض بشكل كامل، وعاد للحياة السياسية.

اعتقال لولا دا سيلفا بتهم الفساد وغسل الأموال

في يوم 12 تموز/يوليو 2017 أصدر القضاء البرازيلي حكماً بالسجن مدة تسع سنوات وستة أشهر على الرئيس البرازيلي السابق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بتهم الفساد وغسل الأموال.

وفي 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 خرج دا سيلفا من السجن بعدما أطلق سراحه وكان قد قضى فيه أكثر من عام ونصف العام.

أمضى دا سيلفا 19 شهراً في السجن وأطلق سراحه من قبل المحكمة الفيدرالية العليا، التي ألغت في عام 2021 إدانته نظراً لارتكاب أخطاء في المحاكمات وافتقار القاضي إلى النزاهة.

وغداة خروجه، توجه لولا إلى مقر نقابة عمال الحديد في ساو باولو التي ترأسها سابقاً، ولدى وصوله إلى مقر النقابة، احتشد مناصروه وتهافتوا لمعانقته ومصافحته.

جوائز وأوسمة

اختير كشخصية العام في 2009 من قبل صحيفة لوموند الفرنسية، وصُنف بعد ذلك في السنة التالية حسب مجلة التايم الأمريكية الزعيم الأكثر تأثيرا في العالم

كما لُقّب بأشهر رجل في البرازيل من الجيل الحديث، بل ولُقّب بأشهر رجل في العالم.

نال الرئيس لولا دا سيلفا العديد من الجوائز والأوسمة أهمها:

– وسام الاستحقاق البرازيلي.

– وسام الصليب الجنوبي.

– جائزة أمير أسترياس للتعاون الدولي عام 2003.

– جائزة “فيليكس هوفوية- بوانيي للسلام” من اليونيسكو عام 2008.

بالإضافة إلى كل هذة الجوائز والأوسمة فإن لولا دا سيلفا هو الشخص الوحيد في أمريكا اللاتينية الذي ورد اسمه في قائمة الـ 50 الأكثر نفوذاً من زعماء العالم.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة