لجأت دول أوروبية للعودة لاستخدام الفحم في قرار وصف بالـ “مرير ولا غنى عنه” لمواجهة نقص الغاز الروسي.
وقال وزير الطاقة والمناخ الألماني، روبرت هابك “لتقليل الاستهلاك، يجب استخدام كميات أقل من الغاز لتوليد الكهرباء.
وسيتعين استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بشكل أكبر”، بحسب بيان رسمي.
تراجع عن الوعود
وتمثل العودة لاستخدام الفحم تراجعا عن الوعود الانتخابية للمستشار الألماني، أولاف شولتز.
وكان تعهد تحالفه الحاكم من حزب الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والأحرار الديمقراطيين لتقليل الاعتماد على الفحم بحلول 2030.
ويقول هابيك إن الإجراءات ستكون مؤقتة لمواجهة أزمة الطاقة المتصاعدة بسبب الخلاف مع روسيا.
النمسا إلى الفحم
قررت الحكومة النمساوية إعادة افتتاح كبرى محطات توليد الطاقة من الفحم في بلدية ميلاخ الجنوبية.
وذلك بعد إغلاقها منذ عامين في سعي البلاد للانتقال نحو توليد الطاقة من المصادر المتجددة.
وجاء القرار بعد اجتماع طارئ للحكومة بتعويض نقص الغاز الروسي، الذي تعتمد عليه النمسا بنسبة 80% في توليد الطاقة.
بريطانيا وإطالة العمر
أما في بريطانيا، تدرس الحكومة إطالة العمر الافتراضي لمحطات توليد الطاقة من الفحم المرتقب إغلاقها.
وقال متحدث باسم الحكومة الشهر الماضي “بينما لا يوجد نقص في الإمدادات، قد نحتاج إلى إتاحة محطات الطاقة المتبقية التي تعمل بالفحم لتوفير كهرباء إضافية في الشتاء المقبل إذا لزم الأمر”.
وقررت بريطانيا تخفيض وارداتها من النفط الروسي بحلول نهاية 2022، وحظره بشكل نهائي في وقت لاحق.
وتعتمد البلاد على الغاز الطبيعي بشكل أساسي كمصدر لتوليد الكهرباء، ولكنها لا تستورد معظم احتياجاتها من روسيا.
وأوضح المتحدث “نعرف أننا في وضع محظوظ، فنحن لا نعتمد على واردات الطاقة الروسية ولدينا أحد أكثر أنظمة الطاقة موثوقية وتنوعًا”.
الملوث الأكبر
طبقًا للوكالة الدولية للطاقة، يعد الفحم هو الملوث الأكبر للهواء في العالم.
وشكل أكثر من 40% من النمو الإجمالي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في عام 2021، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 15.3 مليار طن.
وأرجعت الوكالة، في تقرير لها قبل شهرين، القفزة في انبعاثات الفحم إلى الارتفاع القياسي لأسعار الغاز الطبيعي عالميًا.
المواجهة مع بوتين
خفضت شركة غازبروم الروسية الأسبوع الماضي كميات الغاز الموجهة لدول غرب أوروبا بأكثر من 28% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وذلك في إطار المواجهة مع الغرب بسبب معارضته لقرار الرئيس فلاديمير بوتين اجتايج أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وتستورد ألمانيا، أكبر اقتصادات أوروبا، 55% من احتياجاتها السنوية من الغاز الطبيعي بإجمالي 100 مليار متر مكعب من روسيا.
وتمكنت برلين من من خفض وارداتها من الغاز الطبيعي الروسي إلى 35% خلال الشهور الماضية بفضل زيادة الشحنات من دول مثل النرويغ وهولندا.
إلا أن هابيك أشار إلى تكلفة خفض الواردات الروسية على الاقتصاد الألماني وقال “لا ينبغي أن تكون لدينا أي أوهام.. نحن في مواجهة مع بوتين”.
وتكبد العقوبات على صادرات الغاز الروسي الاقتصاد الألماني تكاليف إضافية تجاوزت 5.37 مليار دولار سنويًا لتوفير مصادر بديلة للغاز.