بلا رقيب أو حسيب.. ازدياد مساحات الأراضي المروية بمياه الصرف الصحي في الغوطة وسط مخاطر هائلة تهدد الصحة
هاشتاغ- نور قاسم
قال رئيس دائرة الإنتاج النباتي بريف دمشق، أحمد مرعي، لـ”هاشتاغ” إنه يُلاحَظ تزايد ظاهرة السقاية بمياه الصرف الصحي مقارنةً بالعام الفائت في المدة الزمنية نفسها.
بلغت المساحات المروية بمياه الصرف الصحي 6989 دونماً منذ بداية هذا العام حتى شهر آب/ أغسطس. تركزت معظمها في دوما بمساحة 6288 دونماً، تلتها حران العواميد بمساحة 439 دونماً، وتوزعت باقي المساحة في مناطق الغوطة والقطيفة والكسوة وباقي مناطق الريف الأخرى، إذ تم تنظيم الضبوط بالمخالفات كافة.
في حين أن مجمل المساحات المخالفة كانت العام الفائت نحو 10600 دونم.
استخدامها من دون عناء…
رداً على سؤال عن سبب تزايد هذه الظاهرة على الرغم من تسجيل الضبوط، أوضح “مرعي” أن السبب الرئيسي يعود إلى كون مياه الصرف الصحي قريبة من الأراضي الزراعية ومتاحة للفلاحين من دون أي عناء يُذكَر، ومن دون الاضطرار لاستخراج المياه من البئر.
بمعنى آخر، أن المؤسسة المعنية في المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي لا تنفذ الإجراءات اللازمة من الكشوف الدورية على مجاري الصرف الصحي وتغطيتها، الأمر الذي يؤدي إلى التجاوز من قِبل بعض الفلاحين بوصفه نوعاً من التوفير لغلاء المحروقات في المقام الأول وسهولة استخدامها في المقام الثاني.
أبرز مخاطرها…
عن مخاطر ري المحاصيل بها، بيّن “مرعي” أن أبرزها يكمن في التسبب بخروج الأراضي الزراعية عن تصنيف صلاحيتها للزراعة بسبب التملح وتراكم المواد والعناصر الثقيلة، ناهيك عن التلوث الذي تسببه.
كما أن لها مخاطر صحية عدة كونها مصدرا للأمراض السارية مثل الزحار، والتفوئيد، والتهاب الكبد، والكوليرا، والديدان، والتهاب الأمعاء.
وبيّن “مرعي” أن المخاطر في هذا المجال ليست واحدة على كل المحاصيل، فالتأثير يبدو جلياً في الورقيات مثل البقدونس والنعنع وخلافه، وأيضاً في الخضراوات التي تؤكل نيئة أو التي تنبت تحت الأرض مثل الجزر ومن المحاصيل الجذرية أيضا الثوم والبصل.
علاقتها بالسرطان…
رجح “مرعي” أن سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
يُذكَر أن هناك دراسات وأبحاث عدة تؤكد أن استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة في سقاية المحاصيل يمكن أن يؤدي إلى تراكم مواد كيميائية ضارة ومعادن ثقيلة في التربة والنباتات، ما يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ومن بين أنواع السرطانات التي قد تكون مرتبطة بها التعرض لسرطان الكبد نتيجة تراكم المواد السامة والمعادن الثقيلة التي تؤثر في وظائف الكبد.
أيضاً، سرطان المثانة بسبب التعرض لمواد كيميائية معينة مثل الأرسنيك.
وكذلك سرطان الجهاز الهضمي نتيجة تناول محاصيل ملوثة بمواد كيميائية ضارة، ناهيك عن الإصابة بسرطان الجلد نتيجة التعرض المباشر لبعض المواد الكيميائية الضارة عند التعامل مع التربة أو المياه الملوثة.
