اجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم، رحلة على متن قاذفة القنابل الاستراتيجية فوق الصوتية المحدثة “تو-160 إم”.
وأقلعت الطائرة، الملقبة بـ”إيليا موروميتس” أو “البجعة البيضاء“، من مدرج مصنع غوربونوفا للطيران في قازان.
وقضى بوتين 30 دقيقة في الجو على متن هذه المقاتلة المتطورة، بينما استغرقت مرحلة ما قبل الإقلاع حوالي 45 دقيقة.
وفي يوم أمس، قام بوتين بتفقد طائرة من هذا الطراز في ورشة عمل المصنع وصعد إلى قمرة القيادة.
ويمكن لمثل هذه الطائرات الفرط صوتية أن تحمل أسلحة نووية وهي جزء مما يسمى بـ”الثالوث النووي لروسيا الاتحادية”.
وتُعد القاذفة العملاقة ذات الجناحين المتأرجحين نسخة محدثة بشكل كبير من قاذفة القنابل التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وكان الاتحاد السوفيتي يعتزم استخدامها في حال اندلاع حرب نووية مع الغرب لنقل الأسلحة النووية لمسافات طويلة.
وتستطيع القاذفة “تو-160إم” حمل 12 صاروخ كروز أو 12 صاروخا نوويا قصير المدى ويمكنها التحليق لمسافة 12 ألف كيلومتر بدون توقف ودون إعادة تزويدها بالوقود.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي إقلاع القاذفة العملاقة، التي تفوق سرعة الصوت، من مدرج تابع لمصنع ينتجها في كازان، ووصف المراسل بافيل زاروبين ذلك بحماس بأنه “حدث فريد من نوعه”.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، إن مسار رحلة القاذفة سر عسكري.
وحلّق بوتين “71 عاما” على متن طراز قديم من القاذفة في عام 2005 خلال تدريب.
وتعد “تو-160إم” أكبر قاذفة في العالم وتخدم في القوات الجوية الروسية 15 قاذفة منها في الوقت الراهن، على أن يصل إجمالي عددها في الجيش الروسي إلى 30 طائرة في نطاق برنامج الحكومة لتطوير الجيش وإعادة تسليحه، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء.
يشار إلى أن بوتين كان قبل 9 سنوات، وتحديدا في 4 نيسان/أبريل سنة 2015، قد حلّق في هذه القاذفة، وأكد حينها أن تلك التجربة كانت للنظر في عمل الطائرة الاستراتيجية وتفقد حركتها، مبينا أنه تم إطلاق صاروخ تجريبي من القاذفة وأصاب هدفه بدقة، وأكد أن النتائج كانت جيدة.
ومن المرجح أن يعتبر الغرب خطوة بوتين اليوم استعراضا للتذكير بقدرات موسكو النووية.
وقام بوتين بالرحلة في ظل وجود خلاف بين روسيا والغرب على قضايا، بما في ذلك، الحرب في أوكرانيا ووفاة السياسي الروسي المعارض أليكسي نافالني في السجن.
ويقول بعض الدبلوماسيين الروس والأميركيين إنهم لا يتذكرون وقتا كانت فيه العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم أسوأ من ذلك حتى خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.