الأحد, فبراير 23, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباربيان منسوب ل "المجلس الأعلى لمحافل المشرق السوري الكبير" .. هل عاد...

بيان منسوب ل “المجلس الأعلى لمحافل المشرق السوري الكبير” .. هل عاد الماسونيون إلى سوريا؟

هاشتاغ – خاص

صدر بيان منسوب لما يسمى”المجلس الأعلى لمحافل المشرق السوري الكبير”، يعلن عودة الماسونيين “البناؤون الأحرار” لممارسة أنشطتهم في سوريا بعد انقطاع دام خمسة عقود. وكان لافتا أن البيان “المزعوم” جاء من دون ذكر أي أسماء.

وجاء في البيان الذي تداولته العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه “على مدى خمسة عقود كانت محافل “البنائين الأحرار” غائبة بشكل رسمي عن الساحة السورية بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي فرضها النظام الاستبدادي على وطننا لأكثر من 50 عاما”.

ويقول البيان: “اليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود على إغلاق أبواب محافل المشرق السوري الكبير، ومع رحيل النظام الاستبدادي وتحرير سوريا، تشرق شمس الحرية على وطننا ومحافلنا معلنة بداية عهد يتيح للشعب السوري استعادة حياته المدنية والفكرية بما في ذلك حرية التعبير عن آرائهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية المختلفة لبناء دولة مدنية تقوم على أسس المساواة والعدل، وبمشاركة فعالة لجميع مكونات المجتمع السوري بمختلف أطيافهم وإثنياتهم العرقية والدينية”.

ويضيف البيان “إننا في محافل المشرق السوري الكبير، ندرك أن المرحلة الحالية ستكون مليئة بالتحديات، ونؤكد للشعب السوري والقيادة السورية بأننا لسنا منظمة سياسية ولا نسعى للتدخل في الشؤون السياسية أو المشاركة في النشاط السياسي والحزبي والنقابي، ودورنا الرئيسي هو تعزيز المبادئ الإنسانية الأساسية من خلال الأنشطة الأخوية التي تسعى إلى التسامح والأخوة..”.

ويذكر البيان “الماسوني” المفترض، أن “عودة محافل البنائين الأحرار إلى سوريا يبرهن للعالم أننا نعيش في عالم حر وديمقراطي وبيئة فكرية وحضارية تشجع على الحوار والسلام بين جميع مكونات الشعب السوري”. ودعا البيان “جميع أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافهم وإثنياتهم للوقوف إلى جانب القيادة السورية ودعمها لإرساء دولة القانون والمؤسسات.”

وأثار صدور البيان، جدلا واسعا في أوساط السوريين، الذين استغربوا توقيت الإعلان عن عودة “المحفل الماسوني” السوري، بينما شكك آخرون بحقيقة البيان وصحته.

ما هو المحفل السوري الأكبر؟

وفقا للمعلومات التاريخية عن الماسونية في سوريا، فإن تاريخ الماسونية في سوريا يعود إلى عام 1868 عندما دخلت إلى دمشق عبر الأمريكي روبرت موريس.

ونشطت المحافل الماسونية بشكل علني حتى عام 1965 عندما أصدر الرئيس السوري آنذاك، محمد أمين الحافظ، قرارا بإغلاق جميع المحافل الماسونية وحظر نشاطاتها، وذلك نتيجة اكتشاف السلطات السورية أمر الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والذي كان صديقا قويا للرئيس أمين الحافظ، ما سبب له إحراجا كبيرا ليقرر حظر الماسونية في البلاد

 من أبرز المحافل التي كانت نشطة في سوريا: “محفل نور دمشق” الذي تأسس عام 1898 وأغلق أبوابه مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، و”محفل قاسيون الكبير”، الذي تأسس بين عامي 1922 و1924 وكان تابعًا للمحفل الفرنسي الأكبر وأُغلق عام 1965.

وعُرف أيضا، “محفل سوريا”، الذي تأسس عام 1879 وتبع للمحفل الإيطالي الأكبر وأُغلق عام 1890. و”محفل سوريا الثاني”، الذي تأسس عام 1924 وتبع لمحفل الشرق الأعظم الفرنسي وأُغلق عام 1965، و”المحفل السوري الأكبر”، الذي تأسس عام 1939 على يد عطا الأيوبي، وكان يتبع للمحفل الإسكتلندي الأكبر وأُغلقه المندوب السامي الفرنسي عام 1940

شهبندر التجار.. حليف حافظ الأسد

 على الرغم من بعض المحاولات لإعادة تنظيم العمل الماسوني سرا، إلا أن المعلومات المتاحة تشير إلى أن النشاط الماسوني العلني لم يُستأنف في سوريا حتى اليوم، ولا توجد معلومات موثوقة تؤكد وجود محافل ماسونية تمارس نشاطها حاليًا في سوريا رغم صدور البيان الأخير.

لكن، في عام 1990 فاجأ شهبندر تجار دمشق، بدر الدين الشلاح، قراء مذكراته الصادرة في كتاب بعنوان “للتاريخ والذكرى”، بصورتين له باللباس الماسوني. كانت الأولى، بالأسود والأبيض، إذ تحيل إلى مطلع الخمسينيات حين كان نشاط محفل “إبراهيم الخليل” الذي يرأسه مسموحاً وعلنياً. أما الثانية، الملونة، فتظهره عجوزاً، مما يحيل إلى التقاطها في الثمانينيات. في فترة حكم الرئيس الأسبق حافظ الأسد، والذي وعُرف الشلاح باعتباره الحليف التجاري الأوثق له.

السنوات العجاف

وفقا لتقارير، تتحدث عن مسيرة الماسونية في سوريا وأسباب اختفائها عن الأنظار، ويقول تقرير للكاتب حسام جزماتي، نشره تلفزيون سوريا، إنه بعد توالي قرارات الحظر في الدول العربية، عقد بعض “البنائين الأحرار” اجتماعاً لتقييم الأوضاع وإيجاد حل لطبيعة الأعمال غير النظامية التي أوجدتها الظروف.

وقرر هؤلاء إنشاء مرجع يشرف على تنفيذ أعمال المحافل، أطلق عليه اسم “المجلس التشريعي الأعلى للماسونيين العرب”، وهو يتكون من بضعة عشر من “الضباط” من مختلف الدول العربية، كسوريا ولبنان والأردن ومصر والعراق وغيرها. كما أنشئ “محفل الشرق الأوسط الأكبر” ليكون الأداة التنفيذية بيد المجلس، المسؤولة عن المحافل العاملة تحت سلطته.

ووفقا للتقرير، لم تنجح هذه القرارات في تنشيط العمل الماسوني خلال السبعينيات والثمانينيات، إلى أن عُقد اجتماع في سوريا سنة 1994، اقتصر حضوره على الماسونيين الموجودين داخل البلد، واتفقوا فيه على إعادة العمل بالمجلس التشريعي الأعلى وإعادة فتح محفل الشرق الأوسط الأكبر إلى أن يعود العمل بشكل علني، وأن تسلم إدارة المحفل للموجودين داخل الأراضي العربية الذين يكون عملهم تحت إشراف المجلس، غير أن الظروف لم تسمح بهذا على الدوام، فجرى مراراً اختيار “الأستاذ الأعظم” للمحفل من المهاجرين المقيمين في الخارج.

وعُرف ممن استلموا هذا المنصب في السنوات الأخيرة ثلاثة أسماء معلنة:

قسطنطين أنطونيسك

 تبوأ المنصب خلال عامي 2013-2014. وهو مسيحي حلبي في الستينيات من العمر، مهاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات طويلة، ومقيم في نيويورك حيث يمتلك شركة لوسائل النقل وتأجير سيارات الليموزين التي تستخدم في المناسبات. تحمل الشركة اسم Antonesco الذي اختاره قسطنطين كنية له بدل كنيته الأصلية.

أيد هذا الأستاذ الأعظم النظام السوري السابق، وقد ظهر في صورة مع ممثل النظام لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في ما يبدو أنه زيارة قام بها السفير للأستاذ، دون أي إيضاحات أخرى.

إلياس زكريا حميد

استلم المنصب خلال عامي 2015-2016. ويشغل حالياً منصب نائب رئيس المجلس التشريعي الأعلى. في منتصف الستينات من العمر. اسمه الأصلي زكريا صبري حميد. ينحدر من أصل كردي في منطقة عفرين بريف حلب. كان يؤدي خدمته العسكرية في لبنان عندما اعتنق المسيحية واتخذ اسم إلياس. وإثر ذلك هاجر إلى فرنسا وأقام في ستراسبورغ. زكريا حميد معادٍ للإسلام، ومؤيد شرس للنظام السوري السابق.

جمال نظير سمعان

 منذ عام 2017 وحتى الآن. كما يشغل منصب رئيس المجلس التشريعي الأعلى. مسيحي من بلدة الحواش في وادي النصارى بريف حمص. يقارب 58 من العمر. مهاجر قديم إلى الولايات المتحدة، ومقيم في كاليفورنيا التي يملك فيها متجراً للتبغ. وكان سمعان أقل انحيازاً إلى النظام من سابقيه، وأميَل إلى “إحلال السلام” وفقا للتقارير.

مقالات ذات صلة