Site icon هاشتاغ

تحركات سورية في واشنطن ووفود أمريكية إلى دمشق.. رفع للعقوبات أم دعم لإقليم “غرب سوريا”؟

تحركات سورية في واشنطن ووفود أمريكية إلى دمشق.. رفع للعقوبات أم دعم لإقليم "غرب سوريا"؟

هاشتاغ – خاص

تشهد واشنطن تحركات مكثفة لوفود سورية من المقيمين في الولايات المتحدة والحاصلين على جنسيتها، باتجاه مواقع القرار والمسؤولين الأمريكيين، لكنها تحمل توجهات وأهدافا مختلفة لأصحابها تصل حد التناقض، بين من يدعم السلطات الحاكمة في دمشق، ويضغط لرفع العقوبات الأمريكية الخانقة، ويعمل على ترتيب زيارات لنواب أمريكيين إلى دمشق، للاطلاع عن كثب على الأوضاع في سوريا.

بالمقابل، ثمة من يتحرك لأهداف معاكسة، سعيا للضغط على سلطات دمشق، ودعم مطالب الأقليات الدينية في سوريا، وإيقاف ما يصفونه بـ “الاضطهاد” الذي تمارسه الإدارة السورية الجديدة ضد الأقليات، وصولا إلى المطالبة بدعم النظام الفيدرالي والتقسيم في البلاد الخارجة من حرب مدمرة، والتي تعيش وضعا كارثيا على كافة المستويات.

الحرية لـ “إقليم غرب سوريا”

يكشف المستشار السابق للرئيس ترامب، الأمريكي من أصول لبنانية، وليد فارس، أن وفدا مشتركا يضم علويين ودروزا ومسيحيين سوريين ولبنانيين أمريكيين، التقى أمس الأربعاء، برئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، النائب برايان ماست، وعضو اللجنة داريل عيسى، بهدف المطالبة بحرية إقليم “غرب سوريا” والمقصود هنا الساحل السوري.

وكتب فارس على صفحته في “إكس” أن أعضاء الوفد أصروا على أن يطلب الكونغرس الأمريكي من إدارة ترامب إرسال بعثة إنسانية إلى الساحل السوري للتحقيق في المجازر التي ارتُكبت بحق العلويين وبعض المسيحيين خلال الشهر الماضي.

 وحثّ الوفد المشرعين على قيادة بعثة لتقصي الحقائق في اللاذقية و”الجبال العلوية” وفق توصيفهم.

وقال المصدر إن الوفد سيزور أعضاء آخرين في الكونغرس. وقد زار الوفد بالفعل من قبل، مسؤولين من أصول شامية (بلاد الشام) في وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي، لحثّ إدارة ترامب على إنشاء منطقة حظر جوي في المنطقة الساحلية.

“لنجعل سوريا عظيمة مرة أخرى”

بالمقابل؛ يعمل وفد من الأمريكيين السوريين على الحشد لصالح الحكومة السورية الجديدة، وإنهاء الترتيبات لزيارة وفد من الكونغرس الأمريكي إلى دمشق.

ويقود هذا الجهد منظمة تسمى “التحالف الأمريكي السوري للسلام والازدهار”، وهي منظمة تسعى لرفع شامل للعقوبات عن سوريا.

وتنتشر في دمشق اليوم لافتات كتب عليها “لنجعل سوريا عظيمة مرة أخرى”، وهو اقتباس من حملة ترامب الانتخابية، وأخرى بعنوان “لديكم أصدقاء في أمريكا يعملون معكم لمستقبل سوريا”. وهذه اللافتات تم وضعها من قبل المنظمة السورية الأمريكية.

وبحسب مصادر إعلامية، ستشهد الأيام القليلة القادمة، بالفعل، وصول وفد من الكونغرس الأمريكي إلى سوريا، في زيارة “غير رسمية”، للالتفاف على الإجراءات القانونية الأمريكية.

وأوضحت المصادر أن  “الوفد الأمريكي هو من مجلس النواب، و هو عبارة عن وفدين سيصلان تباعا إلى دمشق، يضم كل منهما عضوين في مجلس النواب”. وأشارت المصادر إلى أن الزيارة ستكون على مسؤوليتهم الشخصية، وأنهم لم يحصلوا على إذن بالزيارة من وزارة الخارجية الأمريكية، لا بل إنهم قدموا تعهدا بأن الزيارة بكاملها بما فيها تكاليفها و سلامتهم الشخصية هم مسؤولون عنها ويتحملون كامل نتائجها.

وقالت المصادر إن الوفدين الأمريكيين يتألفان من أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من دون أن تسميهم، وبينت أن “احتمالية إلغاء الزيارة تبقى واردة” بسبب المخاوف الأمنية، والوضع الأمني غير المستقر في دمشق.

وذكرت المصادر أن هناك حالة من “التعطش لمعاينة الواقع السوري” بين أعضاء الكونغرس الأمريكي، ولذلك من غير المستبعد أن تجري الزيارة، رغم المحاذير الأمنية.

ويعتقد أعضاء “التحالف الأمريكي السوري للسلام والازدهار” أن من شأن هذه الزيارات، وإن كانت غير رسمية، أن تفتح قنوات التواصل الدبلوماسي بين دمشق وواشنطن، وخاصة أنه حدث وأن اجتمع أعضاء من الكونغرس الأمريكي بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مؤتمر ميونخ للأمن، الذي عقد منتصف شباط/ فبراير الماضي.

ما هدف الزيارة؟

بحسب أعضاء في التحالف السوري الأمريكي، تهدف زيارة الوفد الأمريكي إلى بحث مسألة رفع أو تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، بعد أن سلمت واشنطن دمشق قائمة شروط مقابل تخفيف جزئي للعقوبات.

ومن الشروط التي سلمتها نائبة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ناتشا فرانشيسكي، لوزير الخارجية السورية أسعد الشيباني في مؤتمر بروكسل للمانحين الذي عقد في منتصف آذار/مارس الماضي، ضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة.

كما طلبت واشنطن المساعدة في معرفة مصير الصحافي الأمريكي أوستن تايس، وتدمير المخزون الكيميائي السوري، والتعاون في مكافحة الإرهاب، مقابل تخفيف حدة العقوبات، بما يضمن تحسن الوضع الاقتصادي في سوريا.

ولم تُحدّد درجة التخفيف المقدم في العقوبات، مقابل الوفاء بالشروط التي لم تُحدد واشنطن جدولاً زمنياً محدداً لتلبيتها.

Exit mobile version