أثار الحادث الذي لقي خلاله الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي مصرعه بعد تحطم مروحية كانت تقله بمحافظة أذربيجان الشرقية، تكهنات واسعة حول سبب ذلك الحادث والجهات التي تقف خلفه.
وفتح الحادث الباب أمام سيناريوهات متعددة، منها احتمالية كونه حادثاً فنيًاً أو عملاً مدبراً قد تكون وراءه أجهزة استخبارات خارجية، بما في ذلك جهاز “الموساد” الإسرائيلي.
وتستند التكهنات حول احتمالية تورط “الموساد” إلى الحرب الخفية المستمرة بين إيران و”إسرائيل”، التي تصاعدت مؤخراً إلى هجمات متبادلة علنية إبان عملية “طوفان الأقصى” التي تشنها فصائل المقاومة الفلسطينية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتُعزز هذه الفرضية العلاقات القوية بين “إسرائيل” وأذربيجان، الدولة التي تقع على الحدود الشمالية لإيران، والتي تحدثت تقارير عديدة عن وجود إسرائيلي قوي فيها منذ سنوات.
علاقات متينة
“إسرائيل” وأذربيجان تربطهما علاقات متينة منذ استقلال الأخيرة عام 1991، وقد تطورت هذه العلاقات لتصل إلى مستوى التحالف الإستراتيجي.
وقد أثار الوجود الإسرائيلي في أذربيجان قلقاً لدى إيران، خاصةً مع الأنباء عن وجود قاعدة كبرى تابعة للموساد على الحدود الإيرانية.
خلال النزاعات بين أذربيجان وأرمينيا، استخدمت أذربيجان طائرات دون طيار بدعم من “إسرائيل”، ولعبت الأخيرة دوراً كبيراً في تزويد أذربيجان بتكنولوجيا الطائرات المُسيرة.
الوجود الإسرائيلي بأذربيجان
كشف تقرير لموقع “كالكاليست” الإسرائيلي أن “إسرائيل” تحصل على موطئ قدم “سخيّاً” و”غير مقيد” على الحدود الإيرانية مقابل بيع السلاح لأذربيجان.
ويشر التقرير الإسرائيلي الاستخباري إلى أن شركات إسرائيلية تنفذ مشروعات ضخمة على الحدود بين إيران وأذربيجان، في حين أعربت طهران عن انزعاجها من هذه المشروعات التي تُنظر إليها بشبهات.
وفي السياق ذاته، تسربت تقارير في الإعلام العبري عن استخدام الجيش الإسرائيلي لقاعدة عسكرية أذرية لمراقبة الحدود الإيرانية، وأشارت صحف إسرائيلية إلى وجود قاعدة استخبارية ثابتة في أذربيجان.
نفي إسرائيلي
نفت “إسرائيل” علاقتها بالحادث الذي أدى لوفاة رئيسي والوفد المرافق له، وذلك وفقاً لما أوردته وسائل إعلام عبرية.
ونقلت القناة العبرية الثانية عن مسؤولين رفيعي المستوى في “إسرائيل” قولهم: “أمّا بالنسبة لإسرائيل فالرسالة التي ترسلها إلى دول العالم هي أنّ تل أبيب ليس لها علاقة بالحادث”.
وذكرت وسائل إعلام أن المسؤولين الإسرائيليين يمتنعون عن التعليق رسمياً على التقارير المتعلقة بتحطم مروحية الرئيس الإيراني.
وأضافت “لكن المسؤولين في إسرائيل أوضحوا أنّه لا علاقة لها أو تورط في القضية، فإنّ كبار المسؤولين الإسرائيليين يقدرون أنّ وفاة رئيسيّ لن تكون لها عواقب على إسرائيل، طبقًا لأقوالهم”.