Site icon هاشتاغ

ترامب وتعهد “تطهير الجيش”.. هل تنجح مخططاته؟

ترامب يختار مايك والتز مستشارا للأمن القومي

ترامب يختار مايك والتز مستشارا للأمن القومي

خلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بـ “تطهير الجيش” ممن وصفهم بالجنرالات “التقدميين” الذين يركزون على العدالة العرقية والاجتماعية.

 

وقدأثار ذلك مخاوف واسعة من سعيه لتطويع الجيش ليصبح أداة تنفيذية لسياساته، عبر التخلص من العسكريين الذين يعتبرهم غير مخلصين له.

 

وقد أدلى ترامب بتصريحات عديدة تشير إلى نيته منح الولاء أولوية قصوى في فترة ولايته الثانية، مشيراً إلى أن الجنرالات الذين يعارضون توجهاته أو ينتقدون سياساته لن يكون لهم مكان في وزارة الدفاع.

 

وتثير هذه الخطط مخاوف كبيرة بشأن مستقبل الجيش الأميركي ودوره كمؤسسة غير سياسية.

 

ومع تصاعد الانتقادات من داخل الأوساط العسكرية والسياسية، يبدو أن فترة ولاية ترامب الثانية قد تشهد تحولات عميقة في الهيكلية والقيادة داخل وزارة الدفاع.

 

انتقادات حادة

كان عدد من الجنرالات ووزراء الدفاع السابقين من أشد المنتقدين لترامب خلال ولايته الأولى، حيث وصفه البعض بأنه “فاشي”، واعتبروا أنه “غير لائق” لتولي المنصب الرئاسي.

 

وقد أثارت هذه الانتقادات غضب ترامب، ودفعته للتصريح بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، مارك ميلي، “يستحق الإعدام بتهمة الخيانة”، مما زاد من التوترات بين ترامب والقيادة العسكرية.

 

الولاء أولوية قصوى وتطهير البنتاغون

وفقاً لما نقلته “رويترز” عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، يعتزم ترامب، في حال عودته للرئاسة، “التخلص من العسكريين والموظفين الذين يرى أنهم غير مخلصين له”.

 

وقد عبّر السناتور الديمقراطي جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عن مخاوفه من هذه الخطط، قائلًا: “صراحة، سيدمر ترامب وزارة الدفاع، سيتدخل وسيقيل الجنرالات الذين يدافعون عن الدستور”.

 

ويثير هذا التصريح القلق بشأن مستقبل الجيش في ظل إدارة قد تسعى لتسييس المؤسسة العسكرية.

 

قلق من استهداف العسكريين المؤيدين للتنوع

يشير مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إلى مخاوف من أن إدارة ترامب قد تستهدف شخصيات بارزة في الجيش مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة سي كيو براون، وهو طيار مقاتل سابق يحظى باحترام واسع ويبتعد عن السياسة، ويُعرف بدعمه للتنوع.

 

وفي أعقاب مقتل جورج فلويد في أيار/ مايو 2020، أصدر براون رسالة عبر الفيديو تطرقت إلى التمييز في الرتب العسكرية، مما أكسبه تقديراً واسعاً لدعمه المساواة العرقية في الجيش.

 

وعلى الرغم من شعبيته، فقد صوت جي دي فانس، عضو مجلس الشيوخ ونائب الرئيس المنتخب، ضد تأكيد تعيين براون في منصبه، حيث كان من منتقدي ما اعتبره مقاومة من بعض القادة داخل البنتاغون لأوامر ترامب، مما يشير إلى وجود انقسامات واضحة حول التوجهات المستقبلية للقيادة العسكرية.

 

سياسات مثيرة للجدل

سبق أن حظر ترامب خدمة المتحولين جنسياً في الجيش، وأصدر إعلاناً خلال حملته على منصة “إكس” صورهم فيه كأفراد ضعفاء، متعهداً بأن “الجيش الأميركي لن يتحول إلى جيش من التقدميين”.

 

كما لمح ترامب إلى إمكانية استخدام الجيش لتنفيذ سياسات مثل الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، ونشر القوات لمواجهة الاضطرابات الداخلية، مما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط العسكرية.

 

مخاوف من نشر الجيش في الشوارع

أثارت هذه المقترحات مخاوف كبيرة بين الخبراء العسكريين، الذين حذروا من خطورة نشر الجيش في الشوارع الأميركية، معتبرين أن مثل هذه الخطوات قد تنتهك القوانين الفيدرالية، وتؤدي إلى تأليب جزء كبير من السكان على المؤسسة العسكرية التي تحظى باحترام واسع.

 

وقالت كوري شاك من معهد “أميركان إنتربرايز” إن هناك “تصوراً خاطئاً لدى الجمهور بأن الجيش له حرية في عصيان الأوامر غير الأخلاقية”.

 

وأضافت: “أعتقد أنه ستكون هناك فوضى كبيرة في ولاية ترامب الثانية، سواء بسبب السياسات التي سيحاول سنها أو الأشخاص الذين سيسعى لتعيينهم لتنفيذها”.

 

اختبارات الولاء والتطهير المحتمل

أشار مسؤولون أمريكيون إلى احتمال إخضاع الموظفين المدنيين ذوي الخبرة داخل وزارة الدفاع لاختبارات ولاء.

 

وبحسب ما ذكره مسؤول دفاعي كبير لـ “رويترز”، فإن هناك قلقاً متزايداً داخل البنتاغون من أن ترامب قد يتخذ إجراءات تهدف إلى “إفراغ الوزارة من الموظفين المدنيين المتخصصين”.

 

ويمثل هؤلاء جزءاً أساسياً من حوالي 950 ألف موظف غير عسكري في الجيش الأميركي، ويمتلك العديد منهم سنوات من الخبرة المتخصصة.

Exit mobile version