قبل يوم من حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، أثار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موجة جديدة من الجدل، بعد دعوته مسؤولين وسياسيين أجانب لحضور مراسم التنصيب، في خطوة وصفها محللون بأنها إشارة مبكرة لعودة سياسته الانعزالية.
دعوات غير تقليدية
دعا ترامب عدداً من الشخصيات السياسية البارزة، معظمها من قادة تيارات اليمين في بلدانهم، إلى حفل تنصيبه المقرر يوم الاثنين.
وشملت القائمة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، والرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.
كما ضمت القائمة السياسيين البريطاني نايجل فاراج، والفرنسي إريك زمور.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس رؤية ترامب السياسية التي تركز على بناء تحالفات مع تيارات اليمين الشعبوي حول العالم، وهو ما أثار جدلاً حول طبيعة تحالفاته وملفات السياسة الخارجية التي سيركز عليها خلال ولايته الثانية.
التدخل في الملفات الساخنة
على الرغم من أنه لم يتولَ منصبه رسمياً بعد، إلا أن ترامب وفريقه لعبا دوراً بارزاً في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” و”إسرائيل” في غزة.
وقد أرسل ترامب مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، للضغط على الأطراف المعنية، وفقاً لما نقله موقع “الجزيرة نت”.
والتقى ويتكوف برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب لضمان تنفيذ الاتفاق الذي تم الإعلان عنه من الدوحة الأسبوع الماضي.
وأكد ترامب أن إنهاء الحرب قبل توليه السلطة كان جزءاً من وعوده الانتخابية، في سياق موقفه الرافض للحروب.
أولويات خارجية
فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، كشف جي دي فانس، نائب الرئيس المنتخب، عن ملامح خطة ترامب لوقف الحرب. وتشمل الخطة الاحتفاظ بخطوط التماس الحالية وتحويلها إلى منطقة عازلة، مع ضمان سيادة أوكرانيا وحيادها بعيداً عن الانضمام لحلف الناتو.
وفي سياق منفصل، يتوقع أن يعيد ترامب إحياء محادثات تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”، ضمن مساعٍ لتوسيع “اتفاقيات أبراهام”، وهي واحدة من أولوياته خلال ولايته الأولى.
وعلى صعيد الملف النووي لكوريا الشمالية، يرى محللون أن ترامب قد يعاود لقاءاته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خصوصاً مع تقارب بيونغ يانغ مع موسكو.
مواقف متسارعة
يرى جيمس روبينز، الباحث في معهد المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستشهد خطوات متسارعة في الملفات الخارجية، بما يشبه استكمالاً لما بدأه خلال ولايته الأولى.
ويعتقد روبينز أن ترامب سيسعى لإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا، وسيضغط لإتمام تطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية.
وأضاف: “سياسته في التعامل مع كوريا الشمالية ستكون مدفوعة بتقاربها مع موسكو، أما إيران فستكون محط سياسة الضغط القصوى مجدداً”.
سياسات تحت المجهر
مع تنصيب ترامب غداً، ستكون سياساته الخارجية تحت المجهر، لا سيما مع تعهداته بإنهاء الحروب والحد من التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج.
وبينما يرى أنصاره في هذه السياسات انحيازاً للمصالح الأميركية، يشير منتقدوه إلى أنها تعكس نزعة انعزالية قد تؤثر سلباً على دور الولايات المتحدة في النظام العالمي.