Site icon هاشتاغ

ترامب يفشل في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا ويثير الجدل بوعوده الفارغة

تشهد أوكرانيا منذ 23 شهراً حرباً مستعرة مع روسيا، وفي ظل هذا الصراع، لم يتمكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من لعب دور فاعل في إيجاد حل سلمي، بل على العكس، أثار الجدل بوعوده الفارغة وتصريحاته المتناقضة.

فقد كان ترامب يزعم مراراً وتكراراً أنه لو كان رئيساً، لما حدثت الحرب الأوكرانية أبدا، وأنه يستطيع إنهائها في غضون “24 ساعة” إذا أعيد انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

ولكن هذه الوعود لم تجد صدى لدى الطرفين المتحاربين، اللذين لم يعتبرا ترامب شريكاً موثوقاً أو قادراً على التدخل في الأزمة.

فقد دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ترامب إلى كييف في مناسبتين مختلفتين، في محاولة لاستغلال شعبيته الكبيرة في أوكرانيا، وللضغط عليه للوفاء بوعده بوقف الحرب.

ولكن زيلينسكي لم يخف علنا شكوكه في قدرة ترامب على تحقيق ذلك، ووصف كلماته بأنها “خطيرة”، مضيفاً أنه يتوقع أن “يتخذ الرئيس السابق قرارات بمفرده”.

ومن جانبها، لم تبدِ روسيا أي اهتمام بمبادرات ترامب، ولم تجر أي اتصال معه بشأن مفاوضات السلام. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريح للصحفيين يوم الإثنين، إن موسكو توافق مع كييف على أنها “ليس لديها فهم لكيفية إنهاء ترامب للحرب”.

كما أشار إلى أن روسيا ترى أن الحل يكمن في تنفيذ اتفاق مينسك، الذي وقعته أوكرانيا والانفصاليون في 2015، برعاية فرنسا وألمانيا.

وفي حين كان ترامب يتباهى بقدرته على حل النزاعات، فإن الواقع كان مختلفا تماماً، فقد شهدت الحرب الأوكرانية تصعيداً خلال فترة رئاسته، وتزايدت حدة المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا، وسط تقارير عن تدخل عسكري روسي مباشر في النزاع.

وقد أدت هذه الحرب إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وتشريد ملايين آخرين، وتدهور الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد.

وفي الوقت الذي كان ترامب يدعي أنه صديق لأوكرانيا، فإن سياسته تجاهها كانت متذبذبة وغامضة، فقد أثار ترامب غضب الأوكرانيين عندما اعترف بضم روسيا للقرم في 2017، وعندما حاول مقايضة زيلينسكي بتقديم مساعدات عسكرية مقابل التحقيق مع خصمه السياسي جو بايدن في 2019، وعندما انسحب من معاهدة السماء المفتوحة في 2020، التي تسمح بالتحقق من الأنشطة العسكرية في أوروبا.

وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي، أثار زيلينسكي تساؤلات حول ما يعتزم ترامب فعله إذا نجحت روسيا في أوكرانيا، بالنظر إلى أن العديد من الدول الغربية تخشى أن تواصل موسكو “عدوانها” على الدول المجاورة الأعضاء في الناتو في المرة القادمة.

وقال زيلينسكي أثناء حديثه للصحافة: “بوتين لن يتوقف، فماذا سيفعل دونالد ترامب في الولايات المتحدة بعد ذلك، يعني ذلك أن أوروبا خسرت أكبر وأقوى جيش في أوروبا، لأنها خسرت أوكرانيا”.

وفي هذا السياق، يبدو أن ترامب لم يعد له أي دور في الحرب الأوكرانية، وأن دعواته ووعوده لم تكن سوى كلام فارغ، لا يمكنه تحويله إلى أفعال. وفي المقابل، يتطلع الأوكرانيون إلى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، الذي يعتبرهم شريكاً استراتيجياً، ويدعم سيادتهم ووحدتهم الأرضية، ويواجه روسيا بحزم ووضوح.

Exit mobile version