ترامب يُطلق “ثورة المنطق السليم” في خطاب تنصيبه.. الإمبراطورية الأميركية تعود
zeina
في أجواء قارسة البرودة بالعاصمة الأميركية واشنطن، وتحت سماء ملبدة بالغيوم، ألقى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ظهر الاثنين، 20 كانون الثاني/يناير، خطاب تنصيبه أمام مئات الحاضرين وعشرات الملايين الذين تابعوا الحدث مباشرة حول العالم.
تميز خطاب ترامب، الذي استمر لنصف ساعة، بمزيج من الوعود الصاخبة والرؤى الطموحة، مكرسًا عهده الجديد كشعار لـ”العصر الذهبي للولايات المتحدة”. وبينما حرص في البداية على الحديث بنبرة لبقة ومنظمة، سرعان ما عاد بأسلوبه المعتاد الذي يصف فيه الواقع الأميركي بصور قاتمة، ويطلق وعودًا بتحولات جذرية على كافة الأصعدة.
وعود داخلية وخطاب صاخب
رغم أن خطابات التنصيب غالبًا ما تكون مفعمة بالأمل ودعوات الوحدة، اختار ترامب مسارًا مختلفًا تمامًا. هاجم سياسات سلفه جو بايدن، الذي بدا مكفهر الوجه أثناء الاستماع، وتعهد بالقضاء على إرثه في جميع المجالات.
شملت وعود ترامب سياسات تتعلق بالهجرة والطاقة والاقتصاد، وأكد نيته الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وخفض الضرائب على رجال الأعمال، وتشجيع شركات النفط على الحفر. كما أعلن عن “ثورة المنطق السليم”، التي ترفض الاعتراف إلا بجنسين فقط: الذكر والأنثى.
في خطابه، خاطب ترامب الأميركيين المتدينين، مشيرًا إلى نجاته من محاولة اغتيال في تموز/يوليو الماضي كـ”معجزة إلهية”. ووصف نجاته بأنها جزء من خطة إلهية “لإعادة العظمة لأميركا”.
منطق الإمبراطورية
أوضح ترامب في خطابه أن عهده سيشهد عودة الإمبراطورية الأميركية بكل قوتها.
وتحدث عن قناة بنما، وأعلن أن الولايات المتحدة “دفعت أكثر مما يجب للعبور”، مؤكدًا نية بلاده استعادة القناة.
برر ترامب هذه الخطوة بادعاء أن الصين تسيطر على القناة، رغم نفي المسؤولين في بنما وأميركا لهذا الادعاء. أضاف أيضًا أن آلاف الأميركيين فقدوا حياتهم أثناء حفر القناة، رغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى مئات فقط.
إعادة الهيبة وحشد المؤيدين
أشار ترامب في خطابه إلى ضرورة الحفاظ على الثقافة الأميركية ونمط الحياة الأميركي باعتبارهما “أشعة الشمس التي تغمر العالم”. وبحسب محللين، يعكس ذلك تبنيه لمنطق “صراع الحضارات” الذي طرحه صامويل هنتنغتون في تسعينيات القرن الماضي.
كما وظف ترامب الدين بشكل لافت لحشد المؤيدين المختلفين، حيث شارك ستة رجال دين من الكاثوليك والبروتستانت واليهود في الدعاء خلال حفل التنصيب.
ووفق تقارير إعلامية، كان من المقرر مشاركة إمام مسلم، لكن ظهوره أُلغي بسبب تصريحات مثيرة للجدل حول المقاومة الفلسطينية.