الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةلبنانما هي فرص نجاح الوساطة الأمريكية في حل أزمة ترسيم الحدود البحرية...

ما هي فرص نجاح الوساطة الأمريكية في حل أزمة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ؟

مع اشتعال أزمة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل”، على وقع تنقيب الأخيرة عن الغاز في حقل “كريش” المتنازع عليه، تتجه أنظار العالم إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الوسيط في هذه المفاوضات.

وبحسب الخبراء، فإن اللبنانيين لا يعولون على أمريكا كوسيط نزيه، نظراً لتحيزها الدائم لصالح إسرائيل، وممارستها للضغوط على السلطة من أجل التنازل عن حقوقها الغازية، مستغلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمم المتحدة تدعم المفاوضات البحرية الجارية بين لبنان وإسرائيل، وتشجعهما على المضي قدما وحل خلافاتهما.

فيما قال الرئيس اللبناني ميشال عون قبل أيام ، “بعد دخول السفينة “إنيرجان باور” المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل إن “المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية لا تزال مستمرة وأي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل عملا عدائيا”.

وحذر الرئيس اللبناني ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إسرائيل من أي “عمل عدواني” في المياه المتنازع عليها، حيث تأمل الدولتان في تطوير موارد الطاقة البحرية.

في المقابل قال بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إن منصة كريش في البحر المتوسط، أحد الأصول الاستراتيجية لدولة إسرائيل، موضحاً أن بلاده مصممة لدعم موارد الطاقة والغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية لإسرائيل، ولتعزيز الاقتصاد الأخضر (النقي) في إسرائيل.

خطأ ارتكبته السلطة اللبنانية

بدوره اعتبر أسامة وهبي، المحلل والناشط السياسي اللبناني، أن إسرائيل ترى من وجهة نظرها أن التنقيب يحصل في منطقة غير متنازع عليها، لأن هناك خطأ ارتكبته السلطة اللبنانية في عام 2013، واعترفت أن الخط 23 هو الخط اللبناني، وهذا فيما بعد رفضه الوفد اللبناني العسكري التابع للجيش، الذي أثبت أن الخط 29 هو الخط الفعلي وهناك وثائق ومستندات ودراسات تثبت ذلك، لكن هذا يحتاج للتوقيع على تعديل المرسوم رقم 6433 العالق في أدراج قسم بعبدا عند الرئيس ميشل عون.

وأضاف وهبي: هناك سلطة سياسية بكل أطرافها متواطئة، يبدو أنها مضت في صفقة مع أمريكا وإسرائيل للتنازل عن الخط 29 مقابل التسهيلات في الداخل اللبناني وغض الطرف عن فساد هذه السلطة، وإبقائها في الحكم ورفع العقوبات عن جبران باسيل، فهناك الكثير من العناوين التي تحكم هذه الصفقة وفق ماذكرة وكالة “سبوتنيك”.

وتابع: “اليوم السلطة اللبنانية مجبرة وملزمة بأن تثبت أن الخط 29 هو الخط الفعلي وليس خط التفاوض كما يدعى الرئيس عون، والطبقة السياسية، وهناك خطوات عملية يجب أن يقدم عليها الطرف اللبناني من أجل إثبات حقه في المياه والمنطقة المتنازع عليها مع العدو الإسرائيلي”.

وبشأن إمكانية نجاح الولايات المتحدة في وساطتها، قال وهبي إن “أمريكا الولايات المتحدة الأمريكية وضعت شروطاً للعودة للتفاوض وهو أن يكون في المنطقة المتعلقة بالخط 23 وليس 29، وإذا أصر الطرف اللبناني التفاوض أو اعتبار الخط 29 هو الفعلي وحق من الحقوق الدولة اللبنانية، فالأمريكي لن يفاوض”.

واعتبر أن هناك ضغطاً كبيراً يمارسه الطرف الأمريكي والإسرائيلي واستخدامها للأوضاع السياسية وللأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، وهناك ابتزاز للسلطة السياسية الفاسدة المضطرة إلى الذهاب في هذا الاتجاه؛ لأنها تخاف على مستقبلها السياسي.

الحق اللبناني ضائع

وأردف القول: “الطبقة السياسية اللبنانية تضيع الحق اللبناني مقابل مكاسب آنية سياسية ضيقة، وهذه جريمة لن يغفرها الشعب اللبناني، وهناك ضغط شعبي ومن نواب التغيير والثورة في مجلس النواب من أجل دفع السلطة للقيام بالخطوات اللازمة من أجل استرجاع الحق اللبناني، وإثبات أن هذا الحقل منطقة متنازع عليها لمنع التنقيب الإسرائيلي فيها”.

الوسيط الأمريكي متحيز

من جانبه اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أنه من غير المحسوم أن تنجح أمريكا في وساطتها الخاصة بالنزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، نظراً لأن الوسيط الأمريكي في الأصل يحمل الجنسية الإسرائيلية وسبق وأن خدم في الجيش الإسرائيلي.

وأضاف عوض تمارس الولايات المتحدة الأمريكية كل الضغوط والترهيب على اللبنانيين في محاولة لإلزامهم بإعطاء إسرائيل كل ما تريد والسماح لها بنهب ثرواتهم النفطية والغازية.

وأكد أن اللبنانيين الآن متوحدون حول الحقوق اللبنانية لا سيما الترسيم البحري وهناك مطالبات شعبية ومن الفاعليات ذات اليسار واليمين بضرورة تعديل المرسوم وتحديد حقوق لبنان على خط 29 وليس الخط 23، وذلك بسبب حجم الأزمة الاجتماعية الاقتصادية وإحساس الشعب اللبناني أن لديهم عناصر القوة القادرة على انتزاع الحقوق دون نقصان، واختباراتهم المتكررة لانحياز الوسيط الأمريكي وعدوانية إسرائيل.

وتابع: “من غير الراجح أن تلعب أمريكا دور الوسيط النزيه، أو أن توفر الأسباب والشروط المطلوبة للتوصل لأي اتفاق أو تسوية بخصوص الترسيم البحري”.

يأتي ذلك بعد مضي شهور على تعثر محادثات تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة