تجلّت الصراعات على الأرض السورية بمظاهر عدة بعضها عسكري والآخر اقتصادي، وفي بعض الأحيان تغلغلت في الواقع الخدمي أيضاً.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن ميليشيا “قسد” المدعومة أمريكياً والتي تسيطر على معظم مصادر الطاقة في البلاد، تنصلت من اتفاق مبرم مع تركيا ينص على تغذية مناطق (نبع السلام) التي تسيطر عليها تركيا وميليشيا “الجيش الوطني” في أرياف الرقة والحسكة بالكهرباء.
ممارسة ضغوط!
ونشر موقع (المونيتور) الأمريكي، تقريراً حول ضغوطات باتت تمارسها كل من روسيا وتركيا على ميليشيات “قسد” من أجل موضوع تغذية مناطق (نبع السلام) بالكهرباء، وقد جاء في التقرير ما مفاده أن “قسد” واصلت قطع التيار الكهربائي عن مناطق (نبع السلام) بسبب أن تركيا مسؤولة عن انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات.
وبحسب التقرير، فإنه ومنذ 17 نيسان/ أبريل الماضي، قطعت “قسد” التيار الكهربائي عن مناطق (نبع السلام) لا سيما في رأس العين بريف الحسكة الشمالي وتل أبيض بريف الرقة ، بعد انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات بفعل تركيا”.
وأضاف التقرير: “بعد الانتهاء من أعمال الإصلاح لخط التوتر العالي الذي يغذي المنطقة والذي كان متضرراً بفعل القصف، وافقت قسد على تغذية مناطق نبع السلام بـ 30 ميغاواط من الكهرباء من السادسة صباحا حتى العاشرة مساءً يومياً، لكنها قطعت الكهرباء عن محطة علوك بالقرب من رأس العين لمدة يومين كاملين ، مما أدى إلى قطع المياه عن الحسكة بالكامل”.
مفاوضات واتهامات
ووفقاً للتقرير، فإنه تجري مفاوضات مباشرة بين الجانبين التركي والروسي، من أجل إصلاح الأخير لبرج الكهرباء، وفي نهاية المطاف وبعد التنسيق بين الجانبين (تركيا وروسيا) لأن البرج يقع في منطقة مواجهة تم إبلاغ تركيا بإعادة الكهرباء، إلا أن هذا ما لم يحدث، وبالعكس اتهمت ميليشيا “قسد” تركيا بالوقوف خلف انقطاع التيار الكهربائي بسبب انخفاض منسوب المياه المتدفقة في اتجاه مجرى نهر الفرات. وتوقفت معظم توربينات توليد الطاقة عن العمل نتيجة حجز مياه النهر”.
وأشار التقرير إلى أنه رغم دعم تركيا للمجالس المحلية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلا أنها لا تبلغهم بكل التفاصيل لا سيما القضايا الأمنية المتعلقة بميليشيا قسد”.
تركيا ترد
وزعمت تركيا أن انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات سببه الجفاف وانخفاض هطول الأمطار في جنوب تركيا، وقد نشرت هيئة الأرصاد الجوية التركية في نيسان/ أبريل، خريطة توضح مستوى الجفاف الذي ضرب جنوب تركيا المحاذي لمناطق شمال شرق سوريا، فيما حمّل الاتراك مسؤولية انقطاع الكهرباء لميليشيا قسد، مشيرين إلى أنها المسؤولة عن انخفاض منسوب المياه الذي يحدث سنوياً في نفس الوقت ولعدة أسباب، من بينها سوء إدارة هيئة السدود للاحتياطيات الاستراتيجية في البحيرات، والذي أدى إلى تفاقم انخفاض منسوب المياه، بفعل ترك مياه الأمطار تتدفق عبر السدود وتولد الكهرباء لبيعها بدلاً من تخزينها في البحيرات لتجنب مثل هذه الأزمات.