شنت طائرات إسرائيلية، مساء الثلاثاء، سلسلة غارات جوية على عدة أهداف في سوريا، في تطور جديد يعكس تصعيداً في التوترات بين الجانبين.
وجاءت هذه الغارات وسط تحذيرات إسرائيلية من أي محاولة لتمركز قوات سورية أو ما وصفته بـ”المنظمات الإرهابية” في جنوب سوريا.
تفاصيل الغارات
بحسب مصادر سورية، استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق جنوب العاصمة دمشق، وخاصةً في الكسوة، بالإضافة إلى منطقة درعا.
كما أفادت تقارير بتقدم بري إسرائيلي في مناطق جديدة بالقنيطرة، وسط قصف جوي مكثف في محيط المنطقة.
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي يشن عملية واسعة تهدف إلى القضاء على مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري السابق.
وجاءت هذه العمليات في إطار سياسة إسرائيلية جديدة تهدف إلى نزع السلاح من جنوب سوريا.
تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي
أقر وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن سلاح الجو شن هجمات على مواقع في سوريا، محذراً من أن أي محاولة لتمركز قوات النظام السوري أو ما وصفها بـ”المنظمات الإرهابية” في الجنوب ستواجه برد قوي.
وجاءت تصريحات كاتس قبل صدور بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي، في خطوة غير مألوفة تعكس تغييراً في النهج الإسرائيلي.
وأكد كاتس في بيان مقتضب أن “سلاح الجو شن هجمات قوية في جنوب سوريا، في إطار السياسة الجديدة التي حددناها لنزع السلاح من جنوب سوريا”.
وأضاف أن “الرسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا بأن يتحول إلى جنوب لبنان”، في إشارة إلى تزايد النفوذ العسكري في المنطقة.
ردود الفعل السورية
نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني سوري، لم تسمه، قوله إن “مقاتلات إسرائيلية استهدفت جنوب دمشق”.
كما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مواقع عسكرية للجيش في ريف دمشق.
وأفاد إعلام سوري بأن غارات إسرائيلية استهدفت تل المانع في ريف درعا، فيما توغلت قوات إسرائيلية في قرية البكار عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.
إحصاءات المرصد السوري
أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع عام 2025، 16 عملية استهدفت خلالها “إسرائيل” الأراضي السورية، بينها 14 غارة جوية و2 عملية برية.
وأدت هذه العمليات إلى تدمير وإصابة نحو 21 هدفاً، بما في ذلك مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات عسكرية.
وتسببت الضربات بمقتل عسكريين اثنين وشخصين مجهولي الهوية، بالإضافة إلى إصابة شخص آخر.
وتأتي هذه الغارات في إطار سياسة إسرائيلية جديدة تهدف إلى منع أي تهديد محتمل من جنوب سوريا، وفقاً لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
ومع استمرار التوترات في المنطقة، يبدو أن التصعيد العسكري بين الجانبين لن ينتهي في المدى القريب، خاصة في ظل الرفض الإسرائيلي لأي وجود عسكري في المنطقة الجنوبية من سوريا.