الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسورياتسريبات عن انسحاب "قسد" من عين عيسى: ما هي الدوافع .. وهل...

تسريبات عن انسحاب “قسد” من عين عيسى: ما هي الدوافع .. وهل يمكن بناء الثقة من جديد؟

هاشتاغ سورية_ إيفين دوبا

انتشرت أخبار عن قرب التوصل إلى اتفاق بين الدولة السورية، و”قسد”، عبر جولة مفاوضات وصفت بـ”الإيجابية” عقدت في دمشق، وقبلها في حميميم، في اللاذقية، بين القيادات الأمنية والحكومية السورية المختصة، وبين قادة التنظيم، برعاية ومساعي روسية.

وقالت مصادر إعلامية إن أبرز بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه تمحورت حول “إزالة جميع الحواجز الإسمنتية لقسد واستكمال فتح الطرق وعدم التعرض للمدنيين والعسكريين كبادرة حسن نية لإتمام عمليات الحوار معها”.

وعبر اتصالات قام بها “هاشتاغ” للتأكد من حقيقة الموضوع، بدا وضحاً على عدد من الشخصيات المشاركة في وفود المفاوضات، أنها “قلقة” و”غير ضامنة” لنية “قسد”، حول الاتفاق، وهي تلتزم الصمت حتى يتم تنفيذ شروط “حسن النية”، فالحوادث الماضية كانت كفيلة بهذا “الحذر”.

عن الإخلاء وعوامله

قالت مصادر خاصة لـ”هاشتاغ سورية”، في الحسكة، إن “قسد” تقوم بإخلاء أكبر تجمع عسكري لها في عين عيسى.

الأمر نفسه، أكده الخبير السياسي والعسكري، الدكتور كمال الجفا، مشيراً إلى أن عوامل عدة، من الممكن أن تكون سبباً في التوصل إلى اتفاق بين الدولة السورية و”قسد”.

و ذكرت وسائل إعلام إن دمشق شهدت خلال الأيام القليلة الماضية، توافد عدد كبير من الوفود التي تمثل قيادة تنظيم “قسد” العسكرية والنفطية، ووفود شعبية أخرى عشائرية وأكاديمية واجتماعية كردية وعربية من الجزيرة السورية.

قراءة أمريكية.. ورسائل!

الجفا، في تصريح خاص لـ”هاشتاغ” إن “الوضع الدولي يتغير، وهناك إعادة قراءة أمريكية للمشهد السوري بالكامل، وليس فيما يتعلق بموضوع الأكراد، فحسب”.

ومن ضمن القراءة الأمريكية، للموضوع، ينبغي التركيز على الوضع التركي، حيث يمكن القول إنّا مقدمين على مزيد من التصعيد والتأزم في العلاقات بين البلدين، كما أن السياسات الأمريكية لن تسمح لتركيا بالتمدد أكثر في شمال شرقي سورية، ولن تتكرر مرة أخرى قبرصة ثانية، أو لواء اسكندرون ثان”.

ووسط الحديث عن رسائل أمريكية إلى سورية، قال الجفا، إن “هذه البوادر موجودة، حيث تمرر واشنطن رسائل إيجابية من تحت الطاولة إلى دمشق”، كما أن العقوبات لم تؤثر على الشعب السوري، وبالتالي من الممكن أن يكون “هناك إعادة قراءة لآلية العقوبات الأمريكية على دمشق، بالإضافة إلى إمكانية التفاهمات الإيرانية_ الأمريكية على أسس جديدة، وحتماً ستكون سورية من داخل منظومة هذه التفاهمات”.

أما بالنسبة إلى المشروع الكردي، فلم تتم الموافقة عليه، كما أنه “يؤدي إلى الإضرار بمصلحة 4 أو 5 بلدان”، وتركيا متضررة، وإيران، سيكون لها نصيب من هذا الضرر، فيما لو ما تم إقرار ما يسمى “دولة الأمر الواقع” في سورية.

وبالتالي، سيكون هناك “قراءة جديدة للعلاقة السورية_ الأمريكية، وقد يكون هناك تخفيف للحصار، وفتح أقنية جديدة، وبعض الحلول السياسية التي ترضي الجميع”، وحسب قول الجفا، فإن “قسد لا تتجرأ على إرسال وفد إلى دمشق دون موافقة أمريكية”.

الدور الروسي.. بلا كيميا!

وعبر العديد من الأخبار المنتشرة على وسائل الإعلام، بدا واضحاً التركيز على “الدور الروسي” في قيادة هذه المفاوضات. وحول هذه النقطة، يقول الجفا، إن التركيز خلال الفترة الماضية، على ما يسمى “تعهيد” ملف “قسد” إلى روسيا، عبر اتفاق أمريكي_ روسي، غير وارد ولا صحة له، وذلك “بسبب عدم توافق الكيميا بين دمشق وموسكو في الفترة الحالية، على حد قوله، والعلاقات بينهما ليست كما كانت من قبل”، وبالتالي، فإن “مصلحة الأطراف أو التحالفات الجديدة، أو إعادة القراءة الأمريكية ستصب في مصلحة الدولة السورية”.

تبادل أدوار.. ورجالات!

يؤكد الخبير العسكري والسياسي، أن الوفود التي زارت دمشق، من “قسد”، كانت هذه المرة مختصة بـ”مسؤولي ملف النفط والاقتصاد في التنظيم”، مع أسماء أخرى لها مسؤوليات عسكرية”، وحول هذه النقطة، يقول الجفا ” هناك ما يسمى تبادل أدوار ما بين رجال دمشق، ورجال واشنطن، والمنصات، والكردي دائماً عنده أربع أو خمس منصات تفاوض، واليوم تُدفع مجموعات التفاوض إلى الواجهة، حسب العلاقات السائدة، فعندما يكون هناك إحجام أمريكي، يتم الدفع بمجموعات دمشق، وحين يكون قرار روسي ممسك أكثر بملف شمال شرق روسيا، يتم تفعيل خط قدري جميل، وجماعة موسكو”.

القمح أولاً!

ومن أهم بنود الاتفاق “السرية” حتى الآن، حيث أصر الجانب الحكومي على “العمل بشكل سريع على استئناف شحن وإيصال القمح المخزن في مراكز الدولة، أي المؤسسة العامة للحبوب، في القامشلي إلى المناطق الداخلية وزيادة إمدادات النفط الخام إلى مصفاتي حمص وبانياس لتلبية احتياجات المواطنين السوريين من المحروقات في كل المحافظات، كما تم مناقشة تعزيز دور الحكومة في مناطق شرقي الفرات، وملف النفط، والوجود الأمريكي والانتخابات الرئاسية في سورية”، إضافةً إلى ملفات أخرى.

وعن هذه النقطة، يقول الجفا، بأن انفراجات قريبة في عمليات نقل مخزون القمح من شمال شرق سورية، عبر “إعادة تفعيل، وفتح معابر”، على مبدأ “الاستفادة للجميع”.

“تفاهمات أولية”!

وتناقلت وسائل إعلامية “التفاهمات الأولية”، والتي توصل لها الطرفان السوري والكردي تتعلق “بإطلاق سراح المعتقلين من العسكريين والمدنيين من سجون تنظيم قسد، وإزالة جميع المظاهر والتبعات التي خلفها الحصار الذي فرضه التنظيم، على مناطق سيطرة الدولة السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي، ورفع العلم السوري فوق الدوائر والمؤسسات الرسمية الحكومية بعد أن تتم إعادتها وإعادة موظفيها إليها خصوصاً التي تم احتلالها في الفترة الماضية والواقعة في الأحياء والمناطق المسيطر عليها من قسد”.

ولفت الجفا، إلى أنه ليس من الضروري أن تلتزم “قسد” مباشرةً، لأنها سبق وأعطت رسائل عن وجود تقاربات مع الدولة السورية، ومن بعدها تخلت عنها.

يؤكد الجفا، على أهمية الدور العشائري الذي تم الحديث عنه خلال المفاوضات التي جرت، عبر وسائل الإعلام بأن “وفداً اجتماعياً ضم شيوخ ووجهاء عشائر وقبائل كردية وعربية وشخصيات أكاديمية كردية مستقلة وأخرى سياسية حزبية بهدف تقريب وجهات النظر بين الجانب الحكومي وتنظيم قسد”.

متى يصدر الاتفاق النهائي؟!

يتوقع الخبير العسكري والسياسي، أن الاتفاق “السري”، لن يخرج إلى العلن، طالما أن الإجراءات على الأرض غير ملموسة، مع العلم، أنه ومنذ انتشار أخبار الاتفاق على وسائل الإعلام، عملت “قسد” في منطقة شمال حلب، التي تسمى “الشهباء”، على “إزالة بعض الحواجز، وتسهيل حركة النقل والمواطنين بسلاسة”.

مقالات ذات صلة