مع تصاعد الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، تواجه “إسرائيل” تحديات قانونية ودبلوماسية جديدة قد تعقد الوضع في ظل استمرار الحرب والتوترات الإقليمية.
وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن رسالة أميركية تهدد بفرض حظر على صادرات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى “إسرائيل”، في حال عدم تسليم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تعتبر “غير عادية تماماً” وقد تورط “إسرائيل” في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
جاء ذلك بعد تصاعد الأجواء الدولية المناهضة لـ “إسرائيل” على خلفية الحرب المستمرة في لبنان وقطاع غزة، وما يرافقها من اتهامات بقطع الإمدادات الإنسانية.
تسريب الرسالة وتداعياتها
ذكرت الصحيفة أن الرسالة التي وُجهت إلى الحكومة الإسرائيلية قد تسربت، مشيرةً إلى أن هذا التسريب قد يؤدي إلى تسريع قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بناءً على طلب المدعي العام للمحكمة كريم خان.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الرسالة تعزز الدعوى المرفوعة أمام المحكمة، حيث تشير إلى أن “إسرائيل” قد انتهجت سياسة ممنهجة لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت الصحيفة أن التسريب قد يكون مصدره “إسرائيل” نفسها، في محاولة لإحراج الأميركيين وادعاء أنهم يهددون إسرائيل بفرض حظر على الأسلحة.
إلا أن هذا التسريب، بحسب الصحيفة، “أطلق النار على قدم إسرائيل” لأنه قد يُستخدم كدليل لإثبات الاتهامات التي يوجهها المدعي العام في لاهاي ضدها.
المطالب الأمريكية من “إسرائيل”
تتضمن الرسالة، التي وقعها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، مطالبة “إسرائيل” باتخاذ خطوات ملموسة خلال 30 يوماً لضمان نقل المساعدات الإنسانية بشكل دائم إلى غزة.
كما تطالب الرسالة بالسماح بزيارات الصليب الأحمر للمعتقلين الفلسطينيين وتجميد التشريعات التي تستهدف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وترى يديعوت أحرونوت أن الرسالة الأميركية تتهم “إسرائيل” فعلياً بالمنع التعسفي لدخول الشاحنات إلى شمال غزة، مشيرةً إلى أن المدعي العام في المحكمة الجنائية سيحاول إثبات أن هذه السياسة كانت ممنهجة، مما قد يثبت جريمة الإبادة ضد الإنسانية.
دور الرسالة في المحكمة الجنائية
تعتبر الصحيفة أن تسريب هذه الرسالة قد يساعد في إثبات ادعاء المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بوجود سياسة ممنهجة من قبل “إسرائيل” لمنع وصول المساعدات الإنسانية، وهو أمر صعب للغاية إثباته عادة.
وتضيف أن الرسالة الأميركية قد تُستخدم كدليل قوي على هذه السياسة، خاصة وأنها توثق الشروط التي سمحت بموجبها “إسرائيل” باستمرار تلقي المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة خلال حربها على غزة.
تأثير الموقف الدولي
إلى جانب الرسالة الأميركية، تؤكد الصحيفة أن التصريحات الدولية المناهضة لـ “إسرائيل”، مثل تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد تزيد من الضغوط القانونية عليها.
وتشير إلى أن القاضي الفرنسي الذي يشارك في التشكيلة التمهيدية للمحكمة الجنائية قد يستند إلى هذه التصريحات في تعزيز القضية ضد نتنياهو وغالانت.
كما نقلت الصحيفة عن المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قولها خلال اجتماع في مجلس الأمن الدولي إن واشنطن أوضحت لـ “إسرائيل” “الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة”.
وأضافت أن “إسرائيل” التزمت مؤخرًا بالسماح بمرور الشاحنات عبر معبر بيت حانون (إيريز) إلى شمال غزة، لكنها أشارت إلى أن ذلك “ليس كافياً” وأن هناك حاجة ماسة لمزيد من الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية.