مع بقاء مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا غير معروف، كشفت تسريبات محتملة، أن السلطات السورية الجديدة قد تطلب من موسكو تسليمها الرئيس السابق بشار الأسد لمحاكمته، مقابل الإبقاء على العلاقات بين البلدين.
وعلى الرغم من إعلان روسيا سحب بعض قواتها ومعداتها العسكرية من سوريا، فإنها لم تعلن بعد عن انسحابها من قاعدتي “حميميم” و”طرطوس” في شمال غرب سوريا.
وفي ظل حالة الضبابية التي تحيط بمصير القواعد الروسية في سوريا، بدأت التسريبات تكشف عن سيناريوهات محتملة يمكن أن تحدد موقف السلطة الجديدة في دمشق، من بقاء القواعد أو إغلاقها خلال الأيام القادمة.
أحد السيناريوهات المتداولة بهذا الخصوص، ترجح قيام السلطة السورية الجديدة بالطلب من موسكو استعادة بشار الأسد، لمحاكمته بالجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري، مقابل استمرار وجود القواعد الروسية وفق آلية جديدة يُتفق عليها بين الجانبين.
أما السيناريو الثاني لبقاء القواعد العسكرية، فإنه يشير إلى إمكانية قيام السلطة الجديدة بالطلب من روسيا الضغط على الأسد ورموز نظامه، لإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة.
وقال المحلل السياسي جميل النمري، إن شيئا من المقايضة لا بد أن يحصل بين سوريا وروسيا بهذا الخصوص، لكن حدود وطبيعة المقايضات تبقى رهنا بالظروف السياسية، وبقدرة كل طرف على المفاوضات.
وأضاف النمري: “ربما يكون من الصعب على روسيا القيام بتسليم حليفها الأسد بعدما وفرت له الحماية، ومنحته اللجوء مقابل استمرار قواعدها في سوريا”.
وأشار النمري إلى أن “استعادة الأموال المنهوبة من النظام السابق قد يكون الخيار المنطقي والمقبول نظير بقاء القواعد العسكرية”، بحسب تصريحاته لـ “إرم نيوز”.
وبدوره، يرى المحلل السياسي الدكتور جمال الأعرجي، أن “مبدأ المقايضة بين النظام الجديد في سوريا وبين روسيا، بات مرجحا ويمكن قراءته في مضامين وإيحاءات ما تحدث به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس.
وبتّ الرئيس الروسي في تشخيص العلاقات مع النظام السوري الجديد بأنها براغماتية، بدليل أنها سمحت بترحيل 4 آلاف إيراني عن طريق قاعدة “حميميم”.
كما كشف أن القيادة السورية الجديدة وافقت على استخدام هذه القاعدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري.
ويخرج الأعرجي من هذه المعطيات إلى القناعة بأن مقايضة موسكو شخص بشار الأسد وما حمله من أموال، مقابل بقاء القواعد الروسية بترتيبات جديدة، هو أمر وارد ويسهّل استرداد الديون الروسية على دمشق.