تكشفت فصول قصة إنسانية مؤثرة في سوريا، اليوم الخميس، ضحيتها طفلة فرنسية الجنسية، بدأت حياتها مشردة بعمر عام واحد، ثم متسولة في الشوارع بعمر عامين، ثم نزيلة دار أيتام في دمشق، قبل أن تعود لباريس أخيرا.
ولدت ماريا عبدالله الصبرة في سوريا، عام 2018، في الرقة التي كانت خاضعة لتنظيم “داعش” حينها، قبل طرده على يد تحالف دولي في معارك طويلة قُتلت فيها والدة ماريا الفرنسية التي كانت تتواجد هناك حينها.
وظل مصير الطفلة الصغيرة مجهولا منذ ذلك الحين، لكن وثائق سورية رسمية مسربة، وإعلان فرنسي رسمي أيضا، كشفا عن حياة ماريا طوال تلك السنوات التي صارت فيها بعمر ست سنوات.
فقد عثرت سيدة تدعى خديجة أحمد الأقرع على ماريا ملقاة بمفردها قرب القمامة، لتأخذها وتعتني بها وفق الوثائق التي نشرها موقع “زمان الوصل” الإخباري السوري.
لكن ماريا عاشت فصل معاناة جديد مع تلك السيدة التي كانت تتسول في الشوارع من خلال استعطاف الناس للرضيعة، قبل أن تقبض عليها السلطات بتهمة التسول، وتكتشف هوية الطفلة أواخر عام 2020.
ومنذ ذلك الحين، أودعت ماريا لدى جمعية “قرى الأطفال SOS”، منذ عام 2020، وهي دار أيتام معروفة في دمشق، لتنقطع أخبارها هناك بسبب السرية التي فرضت على تلك الطفلة من قبل السلطات السورية التابعة للنظام السابق.
وجاء تسريب تلك الوثائق عن مصير ماريا، بالتزامن مع إعلان محطة تلفزيون “فرانس 24” الرسمية، عن استعادة باريس لثلاثة أطفال أشقاء، ينتمون لأسرة فرنسية كانت من بين الأسر الأجنبية في مناطق سيطرة “داعش”.
وقالت المحطة الفرنسية الحكومية، إن أكبر الأشقاء بعمر 12 عاما وأصغرهم طفلة بعمر ست سنوات، وقد وصلوا باريس بعد تنسيق مع السلطات السورية الجديدة.
وأوضحت أن الأطفال الثلاثة الذين عاشوا في قسمين منفصلين للذكور والإناث، سيسلمون إلى عمتهم، لتنتهي رحلة العذاب التي عاشوها في السنوات الماضية، لا سيما ماريا الأصغر سنا.
ولم يكن حال شقيقي ماريا أفضل منها، فقد نجحا في الفرار أحياء من منطقة “الباغوز” في شرق سوريا، حيث جرت أعنف وآخر المعارك بين “داعش” و”التحالف الدولي”، لكن تم توقيفهما من قبل قوات النظام السوري السابق وإيداعهما دار الأيتام، قبل أن تنضم أختهم إليهم عن طريق المصادفة.
ولم تتضح بعد جذور عائلة ماريا، وما إذا كان والدها قد قتل بدوره في تلك المعارك، أم أنه معتقل.