أظهر “تشات جي بي تي” مدى قوة وإمكانات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا.
وقد اعترف سام أولتمان، الرئيس التنفيذي للشركة التي أنتجته، “OpenAI”، أنه كان خائفاً بعض الشيء من هذه التكنولوجيا الجديدة التي تطورها شركته، وقال إنه يتوقع أن تقضي هذه التكنولوجيا على الكثير من الوظائف الحالية.
ولكنه قال أيضاً إنها ستحقق فائدة هائلة للبشرية. فمن هو سام أولتمان، وماذا تخفي هذه التكنولوجيا الجديدة وراءها؟
“شات جي بي تي”، هو عبارة عن روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، وتتمثل وظيفته الأساسية في محاكاة الإنسان في المحادثة.
ومنذ إطلاقه قبل وقتٍ قصير، استخدم الملايين من البشر حول العالم هذه التكنولوجيا لكتابة رسائل البريد الإلكتروني، وتصحيح أخطاء برامج الكمبيوتر، والإجابة عن أسئلة الواجبات المنزلية، وكتابة القصص، وكلمات الأغاني، والكثير غير ذلك.
تمتلك “تشات جي بي تي” القدرة على تغيير وجه الأعمال التجارية في المستقبل، إذ يمكن للشركات أن تستفيد منها في قراءة وتحليل المستندات القانونية بتكلفة وزمن أقل بكثير.
وعلى عكس النماذج المصممة خصيصاً للاستخدام في مجال معين، فإن “تشات جي بي تي” تفتقر إلى المعرفة المتخصصة، ولكنها قادرة على تقديم ردود مفصلة حول مجموعة واسعة جداً من الموضوعات حتى وإن كانت مخرجاتها يشوبها أحياناً عدم الدقة أو السطحية.
ويمكن لأداة الذكاء الاصطناعي هذه أن تكتب برنامجاً أو تقوم بإصلاح أخطاء في برنامج ما للمساعدة في إنشاء التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وكتابة المقالات وتقديم إجابات سريعة للباحثين عن المعلومات، ووضع استراتيجيات التسويق، وتقديم أفكار لتعزيز التفكير الإبداعي.
انحياز نحو الليبرالية
يرى النقاد أن “تشات جي بي تي” لديه انحياز نحو الليبرالية، وهو عيب أقر أولتمان به. وقال إن الشركة تعمل على معالجته، وفقاً لما ورد على موقع “كيوبوست”.
وأضاف أن شركته تعمل على تعديل الإعدادات الافتراضية للنظام ليكون أكثر حيادية وليتصرف بطريقة تعكس تفضيلات المستخدمين الشخصية ضمن حدود واسعة.
ويخضع أولتمان إلى الكثير من التدقيق بسبب ميوله ومساهماته السياسية. من المعروف أنه تبرع للديمقراطيين بأكثر من مليون دولار خلال السنوات الماضية.
ويعرف عن أولتمان أيضاً ارتباطه بعددٍ من الشخصيات البارزة في المشهد التكنولوجي، مثل إيلون ماسك، وبيتر تايل، وريد هوفمان، الذين قدموا له مساهماتٍ مالية ضخمة لتأسيس شركة “OpenAI” في عام 2015.
وفي ذلك الوقت، كانت الشركة عبارة عن مختبر غير ربحي يركِّز على البحث الأكاديمي، لكنها نمت منذ ذلك الحين لتصبح قوة تكنولوجية، تقدَّر قيمتها بتسعةٍ وعشرين مليار دولار، ولاعباً رئيسياً في صناعة التكنولوجيا.
وقد دفعت إنجازات أولتمان السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي شركةَ غوغل إلى قرع جرس الإنذار داخلياً، بسبب مخاوفها من أن يحل “تشات جي بي تي” محل محرك البحث الخاص بها.
كما تمكنت خوارزمياتها من تدريب روبوت شبيه بيد الإنسان على حل مكعب روبيك، الأمر الذي يتطلب مهارة غير مسبوقة.